إرهاقٌ ذهني
إرهاقٌ ذهني
كل يوم تدور الكثير من الأفكار في ذهن كل أم، سواء كانت أفكارًا متعلقة بتدبير المنزل ونظامه، أم متعلقة بأسرتها ودراسة أبنائها ومواعيدهم، كما أنها تعيش مشاعر كلٍّ من أفراد أسرتها كأنها مشاعرها؛ ما يصيب الأمهات بإرهاق ذهني يأكل من سعادتهن. ويصعب أن نقلل من الأمور التي تشغل بال الأمهات، لكن يمكنهن أن يخففن عبئها بتغذية أرواحهن،، والإكثار من فعل أمور محببة لهن. فلا ينبغي أن يحملها الشعور بالذنب وضيقُ الوقت على ترك العناية بنفسها والتضحية الدائمة لأجل العائلة، فالاهتمام باحتياجاتها الخاصة ليس أنانية بل ضرورة، ولا يمكننا -كما تذكر المؤلفة- أن نسكب من كوب فارغ!
وعناية الأم بذاتها لا تعني بالضرورة ساعاتٍ مشابهة لما كانت عليه حياتها قبل الأمومة أو ساعات تُمضيها بمفردها أو طقوسًا معينة، لكن أفعالًا بسيطة تنعشها كل يوم، وربما لا تتشابه مع ما تفعله أخريات. ومن تلك الأفعال الإكثار من شرب الماء للحد من الجفاف الذي يمكن أن يسبب صداعًا وإرهاقًا وتقلبًا في المزاج، وكذلك ممارسة الرياضة، التي لا تعني بالضرورة الذهاب إلى صالة رياضية مع ضيق الوقت وانخفاض الطاقة، بل ربما تكفي عشر دقائق من تمارين التمدد والركض في المكان في البيت تعزز إفراز هرمون الأندروفين الذي يشعرها بسعادة ويخفف من توترها.
ويمكن أن تمارس هوايةً ما حتى وإن بدا لها أنه لا وقت لذلك الآن، أو تبدع في شيء ما كالرسم أو التطريز أو البستنة، وأن تدون لحظاتها السعيدة في دفتر للفرح، وكتابة أفكارها عمومًا تساعد على تخفيف الضغوط، ولتحرص أي أم على الاستمتاع بالأوقات العادية واللحظات اللطيفة الصغيرة التي ربما لا ينتبه لها أحد. وتزداد أهمية العناية بالذات عندما تكون الأم شخصية انطوائية أو حساسة، تحتاج كي تحافظ على صحتها النفسية أن تفهم شخصيتها وتحترمها وتعرف ما يزعجها وما يعيد إليها النشاط والتركيز، وأن تخصص لنفسها في البيت رُكنًا هادئًا مبهجًا، وتحافظ على مساحاتٍ لا تصل إليها فوضى الأطفال، وأن تخصص وقتًا هادئًا للتواصل مع أبنائها غير الأنشطة الحيوية والصاخبة.
الفكرة من كتاب نعمة الأم السعيدة – توقفي عن السعي نحو الكمال واعتنقي الفرح في الحياة اليومية
تقلب الأمومة حياة النساء وتغير أفكارهن وأحلامهن وأجسادهن؛ يجدن فيها كثيرًا من الأمور الجميلة والمثيرة والممتعة، لكنهن يواجهن أيضًا إرهاقًا وقلقًا وتحدياتٍ تسرق من سعادتهن، وعندما تبحث الأمهات عن السعادة في حياتهن اليومية، ربما يجدن أكثر الاقتراحات لا تناسب مشاغلهن، وينسين أن السعادة ربما تكمن في عشر دقائق من اللعب والمرح مع أطفالهن كل يوم يتناسَين فيها الضغوط،
عشر دقائق من الفرح والتواصل مع العائلة كل يوم يمكنها أن تصنع تغيرًا كبيرًا، والكتاب الذي بين أيدينا يحمل الكثير من الأفكار التي تساعد على بناء عادة السعادة في حياة كلِّ أم، وتساعدها على مواجهة الإرهاق والشعور بالذنب وطلب الكمال وغيرها من التحديات.
مؤلف كتاب نعمة الأم السعيدة – توقفي عن السعي نحو الكمال واعتنقي الفرح في الحياة اليومية
ريبيكا إيانس: كاتبة ومحررة، ومؤسسة موقع positive-parents.org وصفحة Positive Parenting: Toddlers and Beyond على فيسبوك، ومدربة معتمدة من معهد جاي للتربية | Jai Institute of parenting، تعمل محررة في موقع Motherly وفي مجلة Creative Child ومجلة Baby Maternity.
ومن مؤلفاتها:
The Newbie’s guide to positive parenting.
Positive parenting: An Essential Guide.
معلومات عن المترجمة:
علا ديوب: مترجمة سورية، ولدت في طرطوس، ودرست الأدب الإنجليزي في جامعة تشرين. ومن أعمالها: ترجمة “عزيزي أنا” و”متعة أن تكون في الثلاثين” و”أغرب عادات الشعوب” و”آباء أكفاء أبناء عظماء” و”أشياء جميلة”.