إرشادات عامة
إرشادات عامة
الاهتمام بمستوى الكوليسترول ليكون في نسبه السليمة هو تعبير آخر للدفاع عن صحة القلب، ومن هنا تنبع أهمية الاهتمام والتوعية البالغة بهذا القاتل السري، ولا يتحقَّق ذلك إلا بعادات حياتية وغذائية مضبوطة يمكن تلخيصها في محورين، الأول هو ممارسة الرياضة شريطة أن تكون رياضة مناسبة لا تتطلَّب قدرًا كبيرًا من الطعام، فجميع الإحصائيات أثبتت أن الرياضيين يعانون انخفاض مستوى الكوليسترول عمومًا، وبتفصيل أكثر فإن نسبة الكوليسترول النافع مرتفع الكثافة في دمهم أعلى من نظيره الضار منخفض الكثافة، وفي دراسات أخرى وجدنا ارتفاع الكوليسترول النافع بمعدل من 25 إلى 35% فقط بممارسة الرياضة لأن الطاقة المبذولة تزيد من معدل حرق البروتينات الدهنية، وتنشط إنزيم (LCAT) الذي يعمل على تخليص الدم من الكوليسترول، لكنه إنزيم مؤقت يتوقف إفرازه بالتوقف عن الرياضة، لذا علينا تحري الرياضة المناسبة والبدء فيها تدريجيًّا ويفضل أن يكون ذلك بعد استشارة طبيب أو اختصاصي.
أما المحور الثاني فيرتبط بالغذاء قليل الدهون والسكريات كثير الألياف، فكما نعلم أن ارتفاع الكوليسترول هو وليد عادات سيئة معظمها يأتي من الغرب إضافة إلى عوامل الخطر المختلفة التي سبق وأشرنا إليها، وبديهيًّا نعلم الحكمة من تقليل الدهون واللحم الأحمر في غذائنا وكيف ينصح بإزالة الدهون والجلد من اللحم قبل طبخه والتقليل من صفار البيض الغني بالكوليسترول، ولا ننسى أفضلية اللحم الأبيض في هذا السياق، لكن لماذا نكثر من الألياف؟ لأن وجودها في الأمعاء يؤدي إلى تكوين رابطة مع مواد كأحماض المرارة مما يقلِّل من امتصاص الكوليسترول إلى تيار الدم ويبطئ امتصاص السكريات والنشويات، مما يمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل مفاجئ، وهو أمر مهم جدًّا وبخاصةٍ لمرضى السكري كونهم من أكثر المتضررين، لذا وبشكل عام ننصحك بمشورة طبيب التغذية ليصمم لك نظامًا غذائيًّا يتناسب مع حالتك الصحية وعاداتك اليومية.
الفكرة من كتاب خطر يهدِّد صحتنا اسمه ارتفاع الكوليسترول
كثيرًا ما ننجرف وراء التغيرات الحادثة في طريقة تعايشنا مع عالمنا الآخذ في النمو، ثم يأسرنا الانبهار بمتطلبات الحياة العصرية، فترانا منهمكين في مواكبة ما تعجُّ به الحياة من سرعة وازدحام وضيق في الوقت وسعي مستمر نحو المال لتحقيق الرفاهية وكنز الأملاك وإشباع الرغبات الدنيوية، هذا النمط المعيشي يترتَّب عليه المزيد من الضغط والتوتر، إضافةً إلى سلوكيات يومية تستهلك صحة الفرد بتدمير عاداته الغذائية السليمة، فترى الناس كبارًا وصغارًا على حدٍّ سواء يميلون إلى الأعمال المريحة الخالية من المجهود البدني، واختصارًا للوقت تراهم مفرطين في تناول اللحوم أو الأطعمة سريعة التحضير المشبعة بالدهون الضارة والسعرات الحرارية، ما قادنا لخلق مجتمع مليء بالأمراض، يتزامن معه ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين والذبحات الصدرية، بين فئات صغيرة يفترض تمتعها باللياقة والصحة، وهذا مؤشر خطر يؤرقنا.
السبب الرئيس لمثل تلك الأمراض ناتج عن سلوكيات غربية دخيلة وعادات خاطئة فرضتها الحياة المعاصرة هو ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وهذا هو مضمون كتابنا الموجود ضمن سلسلة الدكتور أيمن الحسيني المتحدثة عن الأمراض المتفشية في مجتمعاتنا بلهجة تحذيرية صادقة، جاء فيه تعريف شامل بالكوليسترول والفرق بين أنواع الدهون المختلفة، والغذاء المسموح والطعام الممنوع، ثم إجابات وافية لأكثر الأسئلة ورودًا في هذا الشأن.
مؤلف كتاب خطر يهدِّد صحتنا اسمه ارتفاع الكوليسترول
أيمن الحسيني: كاتب مصري وطبيب استشاري الأمراض الباطنة وخبير التغذية والأعشاب، مختصٌّ في مجال الطب الحيوي، وله العديد من المؤلفات المبسطة في مختلف مجالات الطب والصحة العامة والطب البديل، نذكر منها: “دليل الأسرة في الإسعافات المنزلية”، و”الثوم الساحر.. دواء طبيعي في مواجهة أمراض العصر”، و”هل تعاني من ألم الظهر؟”، و”عزيزي مريض الروماتيزم”.