إذا غضبتُ فراضِني!
إذا غضبتُ فراضِني!
ومن الأمور التي ينصح بها أن تحتوي من أمامك في وقت غضبه، ولا تسارع في رفع صوتك إذا رفعه، بل تحاول تهدئته كما كان أبو الدرداء يقول لزوجته أن تراضيه في غضبه وأن يراضيها في غضبها، وإذا لم يحدث هذا فلا خير في اجتماعهما.
والأمر لا يقتصر عند هذا فقط، بل يجب أن نتعلم من أخطاء الماضي ولا نكرِّرها، ونحرص على شكر الطرف الثاني عند قيامه بشيء حسن، والصفح عنه عند الخطأ، ولضمان البركة في العلاقة يجب أن تتشاركا الطاعات وأن تحافظا على وقتٍ يجمعكما للصلاة أو الدعاء أو أي طاعة أو نشاط خيري.
النساء دائمًا لها طقوس خاصة لو اهتم بها الرجل لهامت فيه حبًّا، كأن يشعرها وكأنها جزءٌ منه، وأن يجعلها مستودع أسراره، فهي تحب أن يركن إليها، وأن يشاركها ما تحب ويتذكر مناسباتها الخاصة، وكثرة المجاملات والكلام الطيب، هذا ما تتغذَّى عليه النساء، وأن تمدحها وتظهر الحب أمام الناس، وتراعي حالتها النفسية عند أوقات ضعفها.
وفي الحوار تختلف شخصية كلٍّ منا عن الآخر، فهناك الشريك الهجومي الذي يندفع ويلوم غيره دائمًا، والحل معه يكون بكظم الغيظ، كما يقول الحديث الشريف: “ما من جرعة أعظم أجرًا عند الله من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله”.
وهناك الشريك المنسحب الذي يستفزك ويترك المناقشة والأفضل معه أن تحدثه في المشكلة في وقت آخر، وهناك الشريك المراوغ والشريك الحكيم وهما متناقضان، وهناك أخيرًا الشريك المسالم وهو الذي يبتعد عن المشكلات وهذا يجب أن نحافظ عليه بكل الطرق، وبعد معرفة نوع الشريك ستعرف كيفية التعامل معه، وتذكر دائمًا أن وجود المشاكل الزوجية يخبركما أن العلاقة ما زالت بخير وأن الطرف الآخر ما زال مهتمًّا.
الفكرة من كتاب أسطورة الحب
في فترة وجود الإنسان الحجري القديم لم يكن الحب قد عُرِف بعد، وكان الكل يصارع من أجل البقاء فقط، والحياة بالنسبة للجميع هي صراع مع الوحوش من أجل قوت اليوم، فلا وجود للمشاعر ولا للمعاني الجميلة، كالوفاء والغيرة والصدق وغيرها، وعندما أدرك أحدهم معنى الحب أدرك أنه ما كان حيًّا قبله، وأنه وأخيرًا وجد معنًى لحياته، هناك من يفتقده عند غيابه، وهناك من يخاف عليه.
الحياة في وجود الحب أجبرت الإنسان أن ينأى بنفسه عن المخاطر والصراعات، وأن يلتفت إلى مفهوم الأسرة، وأن يصبح أكثر إنسانية وتحضرًا، وأن يرتقي خطوات على سلم التقدم الحضاري، ولو أن الإنسان لم يدرك هذه المعاني لعاش في صراعات وهمجية.
وفي هذا الكتاب يناقش الشاذلي معنى الحب والزواج من وجهة نظر الزوجة والزوج وكيفية التعامل معه والحفاظ عليه.
مؤلف كتاب أسطورة الحب
كريم الشاذلي: كاتب وإعلامي وباحث ومحاضر في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية، استطاع في مدة قياسية أن يصل إلى أكثر من نصف مليون قارئ عربي من خلال 15 كتابًا مطبوعًا حاول من خلالها أن يعبِّر عن تطلُّعات جيل وجد نفسه في فترة عصيبة على العالم العربي والإسلامي.
تُرجِمَت كتبه إلى اللغات الإندونيسية والماليزية والكردية ولغة برايل للمكفوفين، وقد تقلَّد منصب مدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، وحصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة، وأعطى محاضرات في جميع جامعات مصر وحلَّ ضيفًا على كثير من البرامج التلفزيونية في الدول العربية.
من مؤلفاته: “امرأة من طراز خاص”، و”الإجابة الحب”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”جرعات من الحب”، و”أفكار صغيرة لحياة كبيرة”، و”إلى حبيبين”.