إدمان الهواتف الذكية
إدمان الهواتف الذكية
عندما سئل “ستيف جوبز” من مراسل نيويورك تايمز إن كان يحب أبناؤه الآيباد، فكان الجواب: “لم يستخدموه، إننا نحدِّد قدر التكنولوجيا التي يستخدمها أبناؤنا في المنزل”، ونفس الأمر قام به “بيل جيتس” مؤسس مايكروسوفت، فلم يعط أبناءه هواتف حتى بلغوا سن الرابعة عشرة، وكذلك جميع رؤساء الشركات التكنولوجية يحدِّدون بصرامة وقت استخدام أبنائهم للهواتف، وهذا لا بد أن يدفعك أيها القارئ إلى التساؤل: هل يعرفون شيئًا لا نعرفه؟ نعم، فخبراء الصحة النفسية يستنتجون أن هذا الشيء هو الإدمان، فالإدمان لا يعني مادة مخدرة وحسب، إذ إن من الممكن أن ندمن سلوكيات وتصرفات، وبالتالي فإن هؤلاء يرون أن مخاطر الهواتف الذكية تفوق المزايا، ويتبعون الحكمة التي تقول: “إياك وإدمان سلعتك”!
فعندما تذهب إلى أحد المواقع لترى إن كان هناك شيء جديد، أو تتصفح إحدى وسائل التواصل الاجتماعي لتتحقق من المنشورات الجديدة، فإن الأمر لا يتعلق بالمحتوى ذاته، بل يتعلق برؤية شيء جديد، وهذا هو الإدمان المرتبط برؤية كل ما هو جديد، فالهواتف الذكية، على عكس التكنولوجيات السابقة، تبقينا بجانبها في جميع الأوقات، لأنها معدَّة خصيصًا لتجعلنا نقضي الوقت عليها، وبالتالي نجد أن المدمن على الهواتف الذكية يُظهر افتقارًا إلى السيطرة على النشاط، إلى جانب بحثه المستمر عن هذا النشاط بشكل قهري رغم التبعات السلبية، كما أنه ينمي قدرته على التحمل حتى يحتاج إلى مستويات أعلى وأعلى من التحفيز والإرضاء، وإذا لم يجد التحفيز والإرضاء يشعر بأعراض الانسحاب، لأنه لم يتمكَّن من إتمام التصرف الإدماني!
إن البشر مخلوقات اجتماعية، وبالتالي فنحن في حاجة دائمة إلى الشعور بالانتماء، ومصممو تطبيقات الهواتف الذكية على دراية بذلك، وبالتالي فإن زر الإعجاب شجع المستخدمين على حكم بعضهم على البعض الآخر، وإظهار رغبة البشر الفطرية في التأييد، ومن ثم أصبح هو الوسيلة التي يتم بها الحكم علينا، فنجد أنفسنا نترقب بشكل قهري تأييد الناس لما ننشره! ما يعني أن منشورًا لا يحظى بإعجابات، هو عبارة عن إدانة حقيقية، وحكم مؤلم على صاحبه، لأنه سوف يشعر بالاكتئاب وعدم الاعتداد بالنفس!
الفكرة من كتاب كيف تقطع علاقتك بهاتفك؟
إن الهاتف يعد أول شيء يمسك به الإنسان المعاصر بعد الاستيقاظ من النوم، كما أنه يعد آخر شيء ينظر إليه قبل الخلود إلى النوم، كما يمضي عليه أغلب يومه، ثم يتساءل أين ضاع الوقت وكيف مضى؟! وكثيرًا ما تريد أن تقلص عدد الساعات التي تقضيها مع هاتفك، ولكنك لا تعرف السبيل إلى ذلك، وبالتالي فإن التخطيط لحياة ممتعة وسعيدة يتطلَّب منك إعادة النظر في كثير من العادات والمفاهيم، ولا يوجد في حياتك المعاصرة أجدر من إعادة النظر في علاقتك بهاتفك الذكي، وهذا الكتاب يكشف لك الكيفية التي صُمِّمت بها الهواتف الذكية والتطبيقات من أجل أن تسبِّب لك الإدمان، وستتعلَّم كيف أن الوقت الذي تقضيه عليها يضر بقدراتك على التركيز، والانتباه، والتفكير العميق، وتشكيل الذكريات الجديدة، وكيف تؤثر في حياتك الواقعية، وفي جسدك ونفسيتك، ما يدعو إلى إعادة النظر في تلك العلاقة، وإعادة هيكلتها من جديد على أسس تستخلص منها ما ينفعك، وتترك ما يسيء إليك.
مؤلف كتاب كيف تقطع علاقتك بهاتفك؟
كاثرين برايس ، هي كاتبة حائزة على العديد من الجوائز، كما أنها صحفية علمية ظهرت أعمالها في نيويورك تايمز، ومجلة واشنطن بوست، ولوس أنجلوس تايمز، وغيرها، ومن كتبها:
Vitamania: Our Obsessive Quest For Nutritional Perfection.
101 Places Not to See Before You Die.
Gratitude: A Journal: (Thankfulness Journal, Journal for Women).
Birth.