إدمان المتعة
إدمان المتعة
نواجه جميعًا اليوم مشكلة كبيرة من الإفراط في الاستهلاك في كل شيء، وليس بالضرورة أن يكون الشيء الذي نستهلكه ضارًّا بطبيعته، أو أن نعاني مشكلات تدفعنا نحو الإدمان، إذ عانت الدكتورة “آنَا | Anne” نفسها إدمان الروايات الرومانسية مع أن حياتها كانت جيدة جدًّا، ومع ذلك وجدت نفسها تتراجع قسريًّا إلى عالم خيالي. والسؤال هنا: لماذا؟ اكتشفت الكاتبة بعد بحثها لحالتها وحالات بعض المرضى الذين ترددوا على عيادتها، أن أحد أكبر عوامل الخطر المُسببة للإدمان لأي مخدر في عصرنا الحالي، تكمن في سهولة الوصول إلى هذا المُخدر، فعندما يصبح الحصول على العقار سهلًا فغالبًا سنجربه، وعندما نجربه فغالبًا سندمنه.
يظهر هذا الأمر واضحًا في ما تعانيه الولايات المتحدة الأمريكية حاليًّا من وباء المواد الأفيونية، إذ ارتفع وصف الأدوية الأفيونية للمرضى بمقدار أربعة أضعاف بين عامي 1999م و2012م، ما أدى إلى ارتفاع معدلات إدمان المواد الأفيونية، والوَفَيَات التي نتجت عنها، وذكر تقرير وزارة الصحة أن اضطراب استخدام هذه المواد نتج عن التعرض المتكرر لها، ومن ثم يمكن القول إن تقليل التعرّض للمواد الإدمانية يُقلل من خطر إدمانها، لكن هذا لا يعني أن سهولة الوصول هي الخطر الوحيد المُسبِّب للإدمان، إذ يزداد الأمر إن كان لدى الشخص والد أو جد يُعاني الإدمان بالفعل، وتسهم كذلك الصدمات والاضطرابات الاجتماعية والفقر في خطر الإدمان.
لكن أخطر عامل في عصرنا الحالي يتمثل في زيادة الوصول إلى المواد المُسَبِّبَة للإدمان، فالعرض هو الذي خلق الطلب، ووقعنا نحن في خطر العرض، وبخاصة أن هذا العرض يتطور يومًا عن يوم في زيادة أعداد المواد المُسببة للإدمان وتنوعها وفاعليتها، كما أصبح استخدام التكنولوجيا نفسها مُخدِّرًا وفعلًا إدمانيًّا.
الفكرة من كتاب أمة الدوبامين: العثور على التوازن في عصر الانغماس المفرط
هل شعرت يومًا أنك تطارد المتعة التالية باستمرار، سواء كان ذلك من المخدرات أو وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى من التسوق؟ ماذا لو أخبرتك أن أصل هذا الإدمان يكمن في كيمياء دماغك؟
في هذا الكتاب، تحلل الدكتورة “آنَا لِيمبْكِي | Anne Lembke” العلاقة بين المتعة والألم، وتبحث عن العلم وراء رغبتنا النهمة في الدوبامين، ودوره في تطوير الإدمان، وكيف أن عالمنا الحديث يدفعنا دفعًا نحوه، ما يتركنا محاصرين في دائرة من الإدمان واليأس.
لكن لا داعي للقلق، فهذا ليس مجرد كتاب كئيب آخر عن مخاطر الإدمان، وإنما تُقدم الدكتورة استراتيجيات عملية لاستعادة السيطرة على دماغك وحياتك، والتحرر من قبضة الدوبامين وعيش حياة أكثر سعادة وصحة، والأهم، أكثر إرضاءً.
مؤلف كتاب أمة الدوبامين: العثور على التوازن في عصر الانغماس المفرط
آنا ليمبكي: طبيبة نفسية أمريكية، تترأس حاليًّا عيادة للتشخيص المزدوج للإدمان بجامعة “ستانفورد | Stanford”، حصلت على البكالوريوس في العلوم الإنسانية من جامعة “ييل | Yale”، ثم درست الطب في جامعة “ستانفورد | Stanford”.
ومن أعمالها:
Drug Dealer, MD: How Doctors Were Duped, Patients Got Hooked, and Why It’s So Hard to Stop