إدغار موران.. التضامن الكوني
إدغار موران.. التضامن الكوني
يجب الأخذ في الاعتبار أن التقدم العلمي والطبي وإن كان مذهلًا، فإنه يخضع لسلطة تغدو في بعض الأحيان مدمرة، هذه ثمرة التقدم إذًا، الانهيار الكارثي. لكن ما زال بالإمكان خلق بعض التضامن على الكوكب من خلال سد الفجوة الهائلة بين المجتمعات الغنية المتمثلة في الغرب والمجتمعات الفقيرة، فعلى الغرب أن يستغل هيمنته واقتصاده في تلبية حاجات الدول الفقيرة تلبية واقعية لا تخضع للمنح والقروض التي تهدمها صفقات فاسدة، وربما أفضل الوسائل لتحقيق ذلك تكون بتعزيز سلطة الأمم المتحدة أو بناء مجتمع عالمي. بمعنى آخر، علينا بذل الجهد لحماية هذا الجزء من الكون، عالمنا المشترك، وخالص الشكر للهلاك الذي دفعنا إلى الوقوف على مصيرنا الأرضي.
إنها ليست مهمة دولية بقدر ما تقع على عاتق كل فرد، فيمكن للتحولات المحلية أن يكون لها تأثير عالمي والعكس بالعكس، ومثال على ذلك قضية البيئة التي أثبتت أن التفكير بالمحلي قد يساوي التفكير بالشامل في بعض الأحيان وقد يفوقه، وهناك الكثير من المبادرات المحلية التي لم يتعرف بعضها على بعض ولم تجد حزبًا سياسيًّا يهتم بها أو يحاول أن يجمعها لتظهر للنور.
وكذلك لا يجب تجاهل الدور الذي تلعبه الديانات الكونية في ترسيخ قيم العلاقة مع الآخر، سواء قيم محبة القريب التي تنادي بها المسيحية أم قيم الرحمة المتينة جدًّا في الإسلام، ورغم أن فضل الديانات لا يخفى أثره، فإنها متقوقعة، منغلقة، متعصبة في أحايين كثيرة، حتى بتنا نخشى اندلاع حروب صليبية جديدة، فعلى هذه الديانات أن تتحد، انطلاقًا من عالميتها وقيم الفضيلة التي تنادي بها، بدلًا من رفض بعضها للآخر. وهذا الرأي -بالطبع- يُسأل عنه الكاتب.
الفكرة من كتاب عنف العالم
للمرة الأولى تمكن العالم من رسم صورة تضمنت كل ثقافاته وتاريخه وجنسياته ولغاته، كان ذلك عندما وُضع العنف إطارًا لتلك الصورة، فتوحد العالم عبر العنف، ليصبح العنف سيدًا للموقف ومتنًا لكتاب التاريخ الإنساني، وما سواه يعد هامشًا لا قيمة له.
هذا الكتاب يضم آراء كاتبيه عن أسئلة وجهت إليهما في معهد العالم العربي بباريس جراء أحداث 11 سبتمبر 2001م، نشرته دار Felin عام 2003م، ونُقل إلى العربية عام 2005م عن طريق دار الحوار بسوريا، فقدمه وعلق عليه: إبراهيم محمود.
مؤلف كتاب عنف العالم
إدغار موران: ولد عام 1921م، وهو أحد الفلاسفة وعلماء الاجتماع في فرنسا، ومدير فخري للأبحاث بالمركز الوطني للأبحاث العلمية، وصاحب نظرية التعقيد واستراتيجية الفكر المركب، وأحد المنظرين للمقاربة العبرمناهجية، ويعتبر من أهم المحللين للفكر المعاصر ولتاريخ الثقافة الأوربية والعالمية.
حاز جوائز عدة، من بينها الدكتوراه الفخرية في عديد من جامعات دول العالم وجائزة شارل فايون للكتاب. وله عديد من المؤلفات منها:
ثقافة أوروبا وبربريتها.
هل نسير إلى الهاوية.
الفكر والمستقبل مدخل إلى الفكر المركب.
جان بودريار: وُلد عام 1929م، هو فيلسوف فرنسي وعالم اجتماع وعالم اجتماع ثقافي، يشتهر بتحليلاته المتعلقة بوسائط الاتصال والثقافة المعاصرة والاتصالات التكنولوجية، بالإضافة إلى استنباطه مبادئ مثل المحاكاة والواقع المفرط.
له مؤلفات عدة، منها:
أمريكا.
حرب الخليج لم تحدث.
الجريمة الكاملة.
معلومات عن المترجم:
عزيز توما: مترجم عمل في عدد من دور النشر السورية، مثل دار الحوار ودار الينابيع، وترجم كتبًا عدة منها:
أحادية لغة الآخر.
انفعالات.
الإقامة في السعادة.