إدراك الأزمة والحل
إدراك الأزمة والحل
يرى غينون أن عددًا أكبر من الناس أدركوا حقيقة الأزمة التي تمر بها الحضارة الغربية، لكنهم مخطئون حيث يظنون أن هذه هي نهاية العالم، فغينون يعتقد أننا قاربنا على نهاية العالم الحديث تحديدًا، أي أنه يتنبأ بسقوط الحضارة الغربية بشكلها الحالي، ويرى أن التغيير الذي سيحصل سيؤثر في شكل العالم كله، لكنه لا يعرف كيف سيكون شكل العالم تحديدًا، ويظل المؤلف متفائلًا لأن نهاية هذا العالم هي نفسها بداية عالم جديد أفضل.
ويرى المؤلف أن لدينا حلًّا من اثنين: إما انتظار كارثة حقيقية تحل بالعالم الغربي الحديث وتنهيه، وإما إصلاح الغرب من الآن، ولا يتأتَّى هذا الإصلاح إلا من خلال العودة إلى التراث والعقل التقليدي، والذي يستطيع إحياء التقاليد الغربية هو نخبة فكرية مكونة بشكل قوي، وهذه النخبة موجودة بالفعل في الشرق، لكنها غير موجودة اليوم في الغرب، ولذلك ستحتاج النخبة هناك إلى شيء من اثنين: إما العودة إلى تراثها الخاص وإحياؤه، وإما الاستعانة بالشرق ومعرفة العقائد الشرقية لاستلهامها في إحياء التراث الغربي، وهذه النخبة يجب أن تبدأ من المبادئ العامة وترجع إلى الحدس والمذهب الروحي، كما يرى غينون أن هذه النخبة تحتاج أن ترتكز على منظمة غربية؛ وهي الكنيسة الكاثوليكية لأنها هي التي تملك طابعًا تقليديًّا وتحفظ العقيدة هناك.
الفكرة من كتاب أزمة العالم الحديث
يناقش غينون الأزمة التي يمر بها العالم الحديث، ويشير إلى أن سبب هذه الأزمة يتلخَّص في الانقطاع عن التراث والجوانب الروحية، ففي هذا الكتاب، يركِّز غينون على التدهور الذي أنتجه العقل الغربي الحديث في مجالات العلوم والفلسفة والاجتماع والسياسة، ويعرض نماذج من هذا التدهور الذي يظهر في: العلم الدنيوي، والفردانية، والفوضى الاجتماعية، وغيرها، كما يشير الكاتب أيضًا إلى وجهة نظره في كيفية الخروج من هذه الأزمة.
مؤلف كتاب أزمة العالم الحديث
رينيه غينون: كاتب ومفكر فرنسي وُلد في نوفمبر عام 1886، تأثَّر بالعقائد الشرقية وعلى رأسها الصوفية، اعتنق الإسلام عام 1912 وسمى نفسه “عبد الواحد يحيى”، ذهب إلى الجزائر عام 1917 حيث درَّس الفلسفة في إحدى الجامعات هناك، ثم سافر إلى مصر عام 1930 حيث استقر فيها وحصل على جنسيتها وتوفي فيها عام 1951.
من أشهر مؤلفاته: “الشرق والغرب”، و”هيمنة الكم وعلامات آخر الزمان”.
معلومات عن المترجمين:
عدنان نجيب الدين: باحث أكاديمي ومترجم وأستاذ الفلسفة المعاصرة في الجامعة اللبنانية، ولد عام 1951 في بيروت، عمل في مجال التعليم وحاضر في الفلسفة والترجمة.
والشيخ جمال عمَّار