إدارة الحوار
إدارة الحوار
إذًا ما الحوار الذي يُنصح به، هل كل عملية نقاش تصلح أن نطلق عليها مسمى الحوار، هل يصل الأمر إلى أن نتبع آدابًا معينة حين نجري نقاشًا فيما بيننا، فضلًا عن أن ندير حوارًا مع أطفالنا أو طلابنا؟
بالطبع ليس كل نقاش يصلح لأن يُسمَّى حوارًا، فالحوار عبارة عن مجادلة أو مراجعة كلام في موضوع معين يتم تداوله بين طرفين، ومن المفترض أن يغلب عليه طابع الهدوء، وهنا نأتي إلى آدابه، حتى نخرج بعملية حوارية ناجحة لها آثار وثمار نافعة علينا أن نلتزم ببعض الآداب التي تساعدنا على تحقيق المقصد من وراء الحوار، فمثلًا لا بد أن يكون الموضوع محددًا، وإلا سنبقى ندور في حلقات مفرغة نمسك بأول الخيط ولا نرى نهايته ولن نحقِّق بذلك شيئًا، كما أن الحوار مهارة كذلك حسن الإنصات والاستماع للطرف الآخر مهارة أعلى من مهارة الحوار نفسه لأنها هي التي تعمل على نجاحه، أيضًا المرونة مطلوبة للوصول إلى الحق، أما التمسُّك والتعنُّت في سبيل الآراء الشخصية لن يوصلنا إلى شيء، وماذا عن الأطفال إذًا؟ بالطبع يجري عليهم ما يجري على الكبار، فعليهم أن يتعلَّموا ويمارسوا هذه الآداب إضافةً إلى أن يتعلَّموا كيف يسألون من هو أكبر منهم في هدوء وأدب، وأن يعرفوا متى يتكلمون ومتى ينصتون للطرف المقابل، وألا يقطعوا كلامه في المنتصف، كما أن عليهم أن يحترم كلٌّ منهم كلام الآخر، ويتبادلون الاستماع فيما بينهم أيضًا وليس للكبار فقط.
بمثل هذه الطرق نضمن لأنفسنا ولأطفالنا قطف ثمار الحوار الناجح، فنضمن لهم شخصية مستقلة ناضجة قادرة على المشاركة، وفعَّالة في المجتمع، تحترم آراء من حولها، تدخل في مناقشات مع زملائها ليست منطوية أو بعيدة عن مجال التأثير.
الفكرة من كتاب الحوار وبناء شخصية الطفل
تعدُّ مهارة الحوار من المهارات المهمة والمفيدة لأي شخص، بالغًا كان أو طفلًا صغيرًا، وهنا يحاول الكاتب أن يؤصِّل لأهمية هذه المهارة ويوزِّع الأدوار باعتباره ممارسًا سابقًا على كلٍّ من الأسرة والمدرسة وبخاصةٍ المعلم والمرشد الطلابي، كما يُقحم وسائل أخرى ويرينا من زاوية أخرى تأثيرها البالغ في مهارة كهذه بلغة بسيطة وبأمثلة سهلة ميسَّرة لمن أراد الاستفادة.
مؤلف كتاب الحوار وبناء شخصية الطفل
سلمان خلف الله: معلِّم وأستاذ تربوي، استفاد من خبرته وتجربته في مجال التعليم، وخرج بهذا البحث، وله أيضًا كتاب آخر بعنوان “منهج النبي (صلى الله عليه وسلم) في التعامل مع الناشئة”.