إدارة البيت
إدارة البيت
البيوت المسلمة لكي تكون سعيدة فعليها أن تقوم بمعادلة الاستقرار وهي عبارة عن تفاهم وحب ينتج عنه بيت سعيد مستقر، كما أن الاحترام والرومانسية مع كثير من التسامح والتغافل والتغافر عن الزلات وما تستطيع من الحب هو وصفة سحرية حقيقية للبيت المسلم السعيد المستقر.
ولأننا قلنا مُسبقًا إن البيت ما هو إلا سفينة لها قبطان، والقبطان يشغل منصبه في البيت الزوج والزوجة ويجب عليهما إدارة السفينة؛ أي البيت، والإدارة تلك قد تكون ناجحة أو فاشلة، وحين تفشل إدارة البيت يكون ناتجها سيئًا مثل سيادة الغضب بين أفراد البيت، وكثرة الخلافات المادية بالأخص، وانعزال أحدهما عن الآخر مع تصدر وجوههما بالعبس المتبادل، وهناك سببان أساسيان لشيوع الفوضى والغضب وسوء الإدارة المالية والنفسية للبيت هما ضعف الإرادة والعلم، والإرادة القوية هي العامل الأساسي لإدارة بيت ناجح، لأن الإرادة قوة كبيرة من الأمل والعمل والرغبة المُلحَّة للنجاح، وصاحب الإرادة السليمة يفعل ما يفيد دينه ودنياه ويسعى لإنجاحه، أما الإرادة السلبية التي تلح على الزوج مثلًا بأن زوجته لن تتحمَّل غلو الأسعار وراتبه المحدود تدفعه إلى أفكار فاشلة سلبية تجاه بيته فيهدمه وقد يفعل أشياء خاطئة، لذا وقتها يجب على زوجته أن تأخذ بيده وأن يتوكلا على الله ويتفاءلا، ويحاولا دائمًا إصلاح البيت، وتحصيل الرزق الحلال المُبارك، ويتوقف كلاهما عن تثبيط الآخر تجاه بيتهما، وأن يستعليا عن كل إغراء حولهما أو تبذير، وأن يقوما بوضع خطة وتقييم لمسار البيت، والعامل الثاني العلم فالإنسان لا يرتقي إلا بالعلم، والعلم هو مُصلح وزاد البيت نحو تحسينه وإصلاحه دنيويًّا ودينيًّا.
وخصائص الإدارة المنزلية في الإسلام؛ الإدارة بشرع الله بتوجيه رب المنزل ومن معه، ومراعاة الآداب الإسلامية والعلمية، وتوزيع المسؤوليات وأعباء المنزل على أفراده حسب إمكانياتهم، والمشاركة في اتخاذ القرارات، والعدل بين الجميع والمحبة والتآلف كذلك، والمتابعة الدائمة لإصلاح المنزل وتقييمه، وذلك يقودنا في النهاية إلى أن نعي أن الإدارة المنزلية الناجحة يلزمها خطة جيدة + تنفيذ جيد+ متابعة جيدة.
الفكرة من كتاب إدارة البيوت والأزمات المنزلية
البيت مثل السفينة التي تحتاج إلى قائد يُدرك كيف يُبحر بها، معه مُرشد كالخريطة وعوامل مساعدة لتنجح عملية الإبحار الخاصة به، يتجنَّب عواصف البحر وينتفع من كنوزه كذلك، قبطانا السفينة فيما يخص البيت هما فردان في منظومة واحدة، أي الوالدين؛ إذ يجب أن يُحركا البيت بهُدى وعلى غاية واحدة، ومثل قبطان السفينة وأعوانه وما بينهم من هدف مشترك وتربطهم علاقة عمل ومحبة أيضًا، كذلك الأبوان، وهذا ما يجعل بناء البيت يُقام أيضًا على علاقة أوثق هي الحُب والتآلف والتفاهم بين أفراد الأسرة جميعًا، والبيت في محتواه دافئ يحمي الصغار والكبار من ريح الحياة وعواقبها، يجب أن يكون هذا هدف الوالدين؛ ألا يتركا بيتهما يُبنى من ورق أي عاصفة خرقاء تأتي وتُبعثره في مهب ريحها، إدارة البيت وفهم مسؤوليته وعواقب بنائه هذا ما يُرشدنا إليه هذا الكتاب حتى لا تأتي بعد فوات الأوان وتبكي قائلًا على لسان الكاتب: “كان لي سفينة كنت قائدها أبحرت بها على غير هدى في الوحل والطين فدمَّرتها بسوء إدارتي”.
مؤلف كتاب إدارة البيوت والأزمات المنزلية
الدكتور محمد فتحي: خبير التنمية البشرية والتطوير الإداري، وكاتب، وله مؤلفات أخرى منها: “البوصلة.. كيف تدير حياتك العملية والمهنية”.