إجراء التجاِرب
إجراء التجاِرب
بعد تحديدِ الفرضيَّاتِ وترتيبِها من حيث الأهميةِ والأدلةِ، وتبيُّن عمليةِ التنظيم، تبدأ مرحلةُ إجراءِ التجارِب فعليًّا، بَدءًا من اختيارِ التجارِب، وينبغي التساؤلُ في هذه المرحلةِ عن نوعيةِ الفرضيَّة، فهل تُعطي دليلًا عن مدى جاذبيةِ المنتج أم عن الإمكانية أم عن الجدوى؟ وينبغي التساؤلُ أيضًا عن مقدار الأدلةِ المتوافرة عن الفرضيَّة، فكلما قلَّ مقدارُ المعرفةِ، وجب تقليلُ ما تُضيعه من وقتٍ وجهدٍ ومالٍ، أي يُنصح في هذه الحالةِ باللجوءِ إلى التجارِبِ السريعةِ والرخيصةِ، ينبغي أيضًا التفكير في كم الوقتِ والمالِ المُتاحَين، فكلما قلَّ مقدارُ الوقتِ والمالِ، وجب اللجوءُ إلى تجارِب سريعةٍ رخيصةٍ ذات أدلةٍ مُقنعةٍ، فيجب البحثُ بشكلٍ عامٍّ عن التجارِبِ ذات الأدلةِ الأقوى في ضوء الحدود، على الرغم من أهمية التوجه نحو التجارِب الرخيصة السريعة في البداية التي تكون غالبًا ذات نتائج ضعيفةٍ، فهذه التجارِب توضح مدى صحةِ الاتجاه العام، وبمجرد التيقن من صحةِ الاتجاه العام، تُستخدَم تجارِب ذات أدلةٍ أقوى لإثبات الفرضيَّة نفسها.
والتجارِب التي تهدف إلى التحقق من صحةِ الاتجاه العام، تُدعى تجارِب استكشافيةٍ، وهذه التجارِب تتميز بتكلفةٍ منخفضةٍ، ومدةِ تنفيذٍ قصيرةٍ نسبيًّا، وتُقدِّم أدلة تتراوح بين ضعيفةٍ وقويةٍ نسبيًّا، فقد تعتمد هذه التجارِب على الاكتشاف عبر إعداد المقابلات مع العملاء على سبيل المثال، أو تحليل البيانات مثل تحليل اتجاهاتِ البحث، أو تحليل الاهتمام عبر إطلاق الإعلانات والحملات التسويقية ومراقبة أدائها، وقد تعتمد على تجارِب مختبريةٍ عبر تحليل تفاعل العملاء مع نماذج أوليةٍ، أو إشراكهم في ترتيبِ الأولويات.
بمجرد التحقق من صحةِ الاتجاه العام تنتهي مرحلة الاستكشاف، ونحصل على أفكار ثاقبة ناتجة عن التعلمِ من تلك التجارِب، لتبدأ عمليةُ التحققِ التي تهدف إلى التحققِ من الأفكارِ الناتجةِ عن عمليةِ الاستكشاف، وتتميز تجارب التحقق من الصحة بتكلفةٍ تفوق تكلفة تجارِب الاستكشاف بجانب قوةِ أدلتها، لأن تجارِب التحقق تعتمد على دراسة تفاعل العملاء مع النماذج الأولية، أو طرح فكرةٍ ودعوة العملاء إلى التفاعل العملي أو اللجوء إلى المحاكاة كالبيع بالتجزئة في متجرٍ فعلي، وتتبع تفاعلِ العملاء على المنتج وتحليله.
الفكرة من كتاب اختبار أفكار العمل التِّجاري
“ليس كلُّ ما يلمعُ ذهبًا” ولَيْسَت كلُّ فكرةٍ تبدو رائعةً في أثناء العروض التقديمية ومنطقيةً بحَسب جداول البيانات، قَدْ آنَ الأوان لتنفيذِها، مع الأسف.. لا يُدرِك عديد من رياديي الأعمال عدم حاجةِ السوق إلى الفكرة إلا بعد ضياع الوقت والموارِد التي قد تكون غالبًا محدودة، وعلى الجانب الآخر قد تَفْقِد شركاتٌ قائمةٌ فرصة كفيلة بتغيير مسار الصناعة، لأنها تخشى اتخاذ مسارات نمو جديدة خوف الإضرار بالعلامة التِّجارية.
والحل يكمنُ في كتابنا هذا الذي يوضح كيفيَّة اختبار الأفكارِ بخطوات عمليَّةٍ بسيطةٍ، فاختبار الأفكار بدقةٍ وبالكامل، يعمل على تقليل مخاطرِ تنفيذها.
مؤلف كتاب اختبار أفكار العمل التِّجاري
أليكس أوسترفالدر: هو باحث أعمال سويسري، وكاتب ومتحدث ومستشار ورجل أعمال، حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية في عام 2000 من جامعة لُوزَانْ، وعلى درجة الدكتوراه في نظم المعلومات الإدارية في عام 2004، وقد شارك في تأسيس أول شركة ناشئة له في عام 1999، وفي تأسيس شركة الاستشارات Strategyzer في عام 2010، كما شارك في تأليف عدَّة مؤلفات، منها:
الشركة التي لا تُقهر.
تصميم القيمة المُقدَّمة.
ابتكار نموذج العمل التِّجاريّ.
نموذج عملك الشخصيّ: طريقة من صفحةٍ واحدة لإعادة تطوير مهنتك.
ديفيد جيه. بلاند: مؤسس شركة precoil التي تساعد الشركات الأخرى في اختبار المنتجات والخِدْمات، يساعد دِيفِيدْ الشركات في العثور على المنتجات المناسبة للسوق والنمو باستخدام عمليات التفكير التصميمي Design thinking والأسلوب اللين Lean startup، بالإضافة إلى عملية تُدعى business model innovation، وقد عمل مع شركات عدَّة على مستوى العالم، منها شركة HP وToyota وAdobe.
معلومات عن المترجمة:
نَدَى عِصَام السَّمَان: مترجمة لدى دار نشر “جبل عمان ناشرون”، وحاصلة على درجة الماجستير في إدارة نظم المعلومات، وشهادة في تطوير فرق العمل، ومهتمة بالترجمة وكتابة المحتوى على مدونتها الشخصية، كما ترجمت عديدًا من المقالات بالإضافة إلى هذا الكتاب.