إثيوبيا
من المتوقع أن تلعب المياه الدور الرئيس في تحديد المستقبل السياسي والاقتصادي لإثيوبيا، كما كان الحال خلال أغلب فترات التاريخ.
تمتلك إثيوبيا ثروة من المياه العذبة في صورة بحيرات وأنهار، ولكنها تفتقر إلى موقع استراتيجي للتجارة يربطها بالمياه المالحة، لهذا الواقع عدة نتائج أهمها اعتمادها الكبير على الزراعة التي تشكل نحو نصف الناتج الإجمالي المحلي، وتاريخها الدموي مع إريتريا المطلة على البحر الأحمر في الشمال.
لم تنجح دول أوربا في استعمار إثيوبيا على الرغم من محاولات إيطاليا في ضمها إلى إريتريا التي كانت مستعمرة إيطالية حينها، وبحصول إريتريا على الاستقلال، بدأت إثيوبيا في إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بأهمية ضمها إليها، قاومت إريتريا هذا القرار حتى حصلت على سيادتها عام 1993 م، مما جعل إثيوبيا تفقد موانئها التجارية وأصبح عليها الاعتماد كليًّا على جيبوتي، ومؤخرًا وُقِّعَت وثيقة سلام وتعاون مع إريتريا بعد حرب استمرت نحو 20 عامًا بين الدولتين.
إثيوبيا دولة فقيرة مفككة، و يزيد الأمور تعقيدًا أن الدول المجاورة لها غير مستقرة هي الأخرى، لذلك فإن الدولة تحاول الاستثمار في إنتاج الطاقة الكهرومائية عن طريق السدود وتصديرها أملًا في تحسين حياة الملايين من سكان المنطقة وتقليل النزاعات، ولكن هذا المشروع سوف يهدد المستقبل الزراعي في مصر بشكل واضح إذا نقصت حصتها في مياه النيل نحو 10% فقط لبضع سنوات.
الفكرة من كتاب قوة الجغرافيا: عشر خرائط تكشف مستقبل عالمنا
في أعقاب الحرب العالمية الثانية بدا أن موازين القوى في العالم تميل إلى صالح الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح القوة العظمى الوحيدة في العالم، لتبدأ بعدها في ممارسة الدور البوليسي المعْنِي بحفظ السلام والاستقرار كما تزعم، ومن حينها شهد العالم استقرارًا في بعض المناطق التي شغلتها الصراعات سابقًا، وعلى النقيض تمامًا تحولت بعض الدول إلى ساحات حروب حول أجندات ومكتسبات سياسية وتاريخية، إلى جانب ذلك تدخلت عوامل عدة، منها التغير المناخي والقفزات التكنولوجية مؤخرًا في تهيئة الظروف لنهاية الهيمنة الأمريكية وظهور قوًى إقليمية بديلة، خصوصًا مع تأثير الانسحاب البطيء للولايات المتحدة من المشهد العالمي خلال فترة حكم الرئيس “باراك أوباما”.
ونتيجة لذلك وجه الكاتب نظرته إلى دراسة الطبيعة الجغرافية الخارجية والمحلية لعدد من الدول التي يتوقع أن تمر بتغييرات جذرية في المستقبل؛ نتيجة للعلاقات المتبادلة بينها وبين جيرانها من الدول، وكذلك الحدود الطبيعية والقرارات الاقتصادية التي تفرضها عليها الجغرافيا.
مؤلف كتاب قوة الجغرافيا: عشر خرائط تكشف مستقبل عالمنا
تيم مارشال : هو صحفي بريطاني متخصص في الشؤون الخارجية والدبلوماسية، خلال مسيرته المهنية عمل “مارشال” مراسلًا لقناة LBC وBBC وعدد من الجرائد المحلية، كما شغل منصب محرر الشؤون الخارجية لقناة Sky news لمدة تتجاوز 24 عامًا، غطّى فيها إعلاميًّا أحداث الحروب والصراعات الداخلية في عدة قارات، له بعض المؤلفات في مجال السياسة، منها:
Prisoners of Geography(2015).
Divided – Why We’re living in an Age of Walls(2018).
ملحوظة: الكتاب غير مترجم للغة العربية.