إثبات المقدَّم ومغالطة إثبات التالي
إثبات المقدَّم ومغالطة إثبات التالي
إن الحجة التي تقوم على إثبات المقدَّم هي حجة صحيحة، لأنها تبنى على مقدمات صادقة فنحصل منها على نتائج صادقة أيضًا، وتتخذ الشكل الآتي: (إذا “أ”) (إذن “ب”)، فتحقق “أ” يعني تحقق “ب” بالضرورة، ومن الأمثلة على ذلك: (إذا كنتَ قد قرأتَ هذا الملخص، إذن ستحصل أنتَ على بعض المعلومات)، (أنت قد قرأتَ هذا الملخص، بالتالي ستحصل على بعض المعلومات)، تلك حجة صحيحة، لأن المقدمتين صادقتان، ومن ثم تصبح النتيجة صادقة بالضرورة.
أما مغالطة “إثبات التالي” فإنها ظاهريًّا تشبه الحجة الصحيحة، لكنها مغالطة صورية، وتتخذ الشكل الآتي: (إذا “أ”) (إذن “ب”)، فتحقق “ب” لا يعني تحقق “أ” بالضرورة، وإليك مثالًا على ذلك: (إذا كنتَ قد قرأتَ هذا الملخص، إذن ستحصل أنتَ على بعض المعلومات)، (حصلتَ على بعض المعلومات، إذن أنتَ قد قرأتَ هذا الملخص)، تلك حجة غير صحيحة رغم قيامها على مقدمتين صادقتين، إذ إن النتيجة المترتبة عليهما لا تكون صادقة بالضرورة، فقد تكون صادقة أو كاذبة، لأن هناك عدة احتمالات أخرى، وتفسيرات بديلة يمكن أن تكون حصلت منها على تلك المعلومات، فقد تكون شاهدت أحد فيديوهات أخضر على اليوتيوب وحصلت منها على تلك المعلومات، وليس هذا الملخص، فإثبات التالي “ب” لا يعني تحقق “أ” بالضرورة؛ وسبب الوقوع في تلك المغالطة أنها تشبه الاستدلال الصحيح القائم على إثبات المقدَّم.
الفكرة من كتاب التفكير من الألف إلى الياء
يطرح هذا الكتاب آلية للتفكير النقدي في أثناء المناقشات والحوارات مع الآخرين، تلك الآلية التي تجنبنا الوقوع في مغالطات منطقية ينتهزها الغير للحد من أفكارنا عن طريق التهكم عليها، مظهرًا تهافتها كونها لا تستقيم مع التفكير الصحيح السليم، إلى جانب أنها تساعدنا على الكشف عن ألاعيب الآخرين الخفية في أثناء المناقشات، كأن يُلقي خصمك في طريقك “رنجة حمراء” بغرض تشتيت ذهنك، فيلهيك عن الهدف الأصلي إلى هدف آخر بُغية تضليلك؛ ويمكن تطبيق ما جاء في الكتاب من أساليب في جميع المجالات الحياتية والأكاديمية التي تتطلب حججًا وأدلة صحيحة لدعم النتائج.
مؤلف كتاب التفكير من الألف إلى الياء
نايجل واربرتون Nigel Warburton: فيلسوف بريطاني، حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج، وقد شغل منصب كبير المحاضرين في الجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة حتى عام 2013.
ألف العديد من الكتب الموجهة لغير المتخصصين، وقد تُرجم له إلى اللغة العربية عدة كتب، منها:
الفلسفة: الأسس.
مختصر تاريخ الفلسفة.
التفكير من الألف إلى الياء.