أيُهزم الفشل حقًّا؟!
أيُهزم الفشل حقًّا؟!
لنتهيأ إلى أن الله تعالى قد يُقدِّر لنا الهزيمة بعد كل هذا الجهد، لنواجه شعورًا مُصاحبًا لها أقسى من الخسارة، لكن طالما ما زلنا على قيد الحياة، لن نهرب من الأمر الواقع بالخيال أو نتقبَّل إحساس الخذلان، فنحن نخوض تجارب، ونمر بتعثرات قد تكون متتالية، وهذه التعثرات تجعل لنا رؤية أبعد مما خططنا، لتكون انطلاقة لنجاح أكبر فنخرج من هذه الأزمة بمخرجات، بدلًا من الرضوخ لمشاعر الهزيمة، لن نتقبل الأزمات فقط، بل نشعر تجاهها بالامتنان ونولي أمرنا لله تعالى بعزته وقوته، ونسعى لإيجاد حلول جديدة لنتغلَّب على خضوع الهزيمة شيئًا فشيئًا حتى يتلاشى.
فالفشل لا يعنى العجز، بل يعني أننا نحتاج إلى مزيد من التدريب والفهم، فعلينا أن نتجنَّب أن تجرفنا هذه التغييرات والتجارب إلى مخاطر نفسية، فنشعر بخوف من التجديد بسبب الخوف من الإخفاق مما يمنعنا من اختيار طرق مختلفة والثبات على ما يعوقنا، وهذه مخاطر ذات أثر داخلي، هناك أيضًا مخاطر ذات أثر خارجي كتحويل العلاقات المهنية إلى علاقات إرضاء الآخرين على حساب النفس، فتتحول قوة الفرد وكيانه إلى ضعف، فلا بد أن ينتهي رضا الآخرين على حساب الذات وظلمها.
وعلى الجانب الآخر، ينبغي أن نتقي الله في معاملاتنا ونتبع مبدأ الأمانة فنؤديها كما يجب بنفس القدر سواء لشخص بيننا وبينه عداوات أو مصالح، ولا نُخلي مسؤوليتنا لفرد آخر، أو نماطل ونضيع الوقت، وغير مقبول التسرع في إنجاز العمل وعدم مراعاة الجودة للحصول على وقت إضافي للخروج لتسوية أمور شخصية، فالتكدُّس والتأجيل وعدم ترتيب الأولويات وتوزيع المهام وأوقات الفراغ يعرضنا للضغوطات التي تؤدي إلى انخفاض جودة العمل وقتل الإبداع، لذلك علينا أن نُدير ذواتنا للتغلُّب على مؤثرات الهوان والتأجيل، ونتقدَّم بخطوات عملية ببصمتنا الخاصة حتى لا نصبح آلاتٍ ونغرق في ملل الروتين أو الوقوع في فخ المقارنات، فيجب أن نعلن حالة العصيان أمام المخاوف، والانجراف، وشعور العجز دون محاولة لتعديل وتصحيح المسار.
الفكرة من كتاب خريطة الإدراك: منهجية الحياة المهنية في قدراتك العملية
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾.
لقد كرَّم الله (عز وجل) الإنسان على سائر خلقه، ووهبه ميزة الوعي والإدراك وحُسن الاختيار، وجعله عنصرًا مهمًّا بإعمار الأرض، لذا وجب عدم تقديم أمر آخر على الأولوية البشرية، لأن تقديم الأمور الأخرى يؤدي إلى الإهمال والتقصير والوقوع في الأخطاء، وفي النهاية يقع الإنسان ذاته ضحية نتيجة هذا الإفراط، والمراد من ذلك هو إدراك مدى أهمية التمسك بالقيم والأخلاقيات، ولهذا السبب يُقدم لنا هذا الكتاب بعض المفاهيم للوقاية من التقصير والفساد، مع بعض الحلول لتعزيز القواعد الإيجابية وإحياء الضمير والمحافظة على القيم الأخلاقية.
مؤلف كتاب خريطة الإدراك: منهجية الحياة المهنية في قدراتك العملية
هاجر علي عقيلي: مُدرِّبة تطوير لديها خبرة في الكتابة الإبداعية وتوليد الأفكار بطريقة مُتجدِّدة ومُختلفة عن الأنماط الاعتيادية، حصلت على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الملك عبدالعزيز عام ٢٠١٧، وصدر لها كتابان إلى جانب كتاب “خريطة الإدراك”، وهما:
شفرة الوعي: منهجية العيش في قدراتك الباهرة.
المرحلة المخملية.