أيهما أكثر نفعًا التعاون أم التنافس؟
أيهما أكثر نفعًا التعاون أم التنافس؟
يذهب علماء النبات إلى أن بعض أنواع النبات تستخدم نموذج الكشف – الحكم – القرار، فتكشف عن المعلومات باستخدام مستشعرات، تعالج هذه المعلومات وتقيمها، ثم تتخذ قرارها، ويمكن للنبات معرفة النبات الذي يجاوره من خلال تلاصق الأوراق أو المواد العضوية المنطلقة منه في الهواء والتي تُعد مظهرًا من مظاهر اللغة، ويمكنه كذلك التعرف على أقاربه، ويقوم النبات قبل اتخاذ أي قرار بعمل موازنة بين منافع استخدام موارده في نشاط ما مقابل استخدامها في نشاط آخر، ويبدأ في أداء النشاط إذا كانت منافعه تفوق تكلفته، وعادة ما تتضمن استجابات النبات المنافسة أو التعاون أو التحمل أو التجنب.
يتنافس النبات مع النبات المُجاور له للحصول على الغذاء أو الضوء، ولكن هذه المنافسة إلى حد معين، إذ يستخدم إجراءات متعددة لمعرفة الوقت اللازم للمنافسة ووقت التوقف عنها، ويتوقف عن المنافسة عندما تُشبع حاجته حتى لا يُضَيِّع طاقة يمكن أن يستفيد منها مستقبلًا، ويمكن أن يختار التعاون من خلال مشاركة الموارد وذلك لتوفير الطاقة، كما يمكن أن يغير من سلوكه اعتمادًا على قرابة النبات المجاور له، فيختار التعاون معه ويزيد تفرعه وكثافته ويقل تظليله على النباتات المجاورة، ويمكن أن تتعاون أيضًا وتتبادل المنافع مع الفطريات والبكتريا والحشرات، وقد تتضمن هذه العلاقة التعاونية أكثر من نوعين مما يسهم في تكامل النظام البيئي واستمراره.
الدروس المستفادة: تتضح أهمية تكوين علاقات وبناء مجتمع يقوم على التعاون والدعم والمشاركة، ويتضمن أشخاصًا يتمتعون بالمهارة في المجالات المختلفة، فالنبات يتضمن نماذج يمكن الاستفادة منها في تكوين العلاقات التعاونية على المستوى الشخصي والمهني والتعليمي، ويدل على نفوذ المجتمعات المتعددة الثقافات، وهذا التبادل بين الأخذ والعطاء يقدم للفرد فرصًا للنجاح ومزيدًا من إنتاج المجتمع.
يمكن أن نتعلم من النبات توسيع نطاق القرابة ليتعدى من نشاركهم الجينات ليشمل من نشاركهم العرق والمستوى الاقتصادي والاجتماعي وجميع أفراد المجتمع، ونتعلم كذلك أن أكثر العلاقات تأثيرًا هي التي تقوم وتستمر بناء على التواصل مع الآخرين.
الفكرة من كتاب دروس من النباتات
تعلمت الكاتبة بصفتها باحثة في النباتات الكثير من الدروس، وتقدم في هذا الكتاب الاستراتيجيات والاستجابات التي تقوم بها النباتات على المستوى الفردي والجماعي لتتكيف مع الظروف المحيطة بها وتحافظ على بقائها، والهدف من ذلك زيادة وعينا بالنباتات والحِكَم التي يمكن أن نستقيها منها، مما يساعدنا على تقديم الدعم للآخرين والكائنات الحية.
مؤلف كتاب دروس من النباتات
بِروندا إل مونتجمري، باحثة في النباتات وأستاذة جامعية في جامعة ولاية ميتشيغان في أقسام الكيمياء الحيوية والكيمياء الجزئية والكائنات الدقيقة والوراثة الجزيئية، وعضوة في مختبر أبحاث النبات في الجامعة، حصلت على درجة الدكتوراه في بيولوجيا النبات من جامعة كاليفورنيا، ودرست الإرشاد والقيادة والأنظمة الأكاديمية والعلمية، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات.
معلومات عن المترجم
الزهراء سامي، تخرجت في كلية الألسن جامعة عين شمس، عَمِلت في مجال الترجمة، وتعمل حاليًّا مراجع ترجمة في مؤسسة هنداوي.
من أمثلة الكتب التي ترجمتها: “صانع النجوم” – “الطاعون القرمزي” – “مغامرة الرجل الزاحف”.