أين نجد الفرص؟
أين نجد الفرص؟
ربما يظن البعض أن الفرص مجرد آراء وميول أو أفكار جديدة ليس لها علاقة بالواقع، أو يمكن إيجادها فقط في الفجوة الحاصلة بين العرض والطلب، وهذا تفكير قاصر وضيق، فالفرص لها مصادر عديدة، ويمكن أن نجد كثيرًا منها خارج بيئة العمل، وهناك خمسة مصادر للفرص خارج بيئة العمل:
أولًا: التغيرات الديموجرافية، سواء في السن أو الخلفية التعليمية ومستوى الدخل والتوزيع الجغرافي وكذلك سلوكيات المستهلكين، فكل ذلك يؤثر في توجهات الشراء وكميته، كما أنه يحدد قنوات التوزيع المناسبة والسعر الملائم لكل شريحة حتى طريقة التغليف، والمدير الناجح هو الذي يأخذ في اعتباره ما يلائم الطبقات الاجتماعية المختلفة والتغيرات الديموجرافية.
ثانيًا: تغيرات الميول والمفاهيم في المجتمع، فهما يتغيران باستمرار، يلاحظ ذلك في التوجه إلى السيارات الصغيرة أو الأحذية الرياضية، فلكل رياضة حذاء مع أنّ حذاء أي رياضة يصلح للبقية، وكل تغير في الميول تصاحبه فرصة جديدة، والمدير الناجح هنا يلاحظ الميول المستجدة أو يحاول أن يؤثر في ميول عملائه، وكذلك لا بد له أن يراقب المفاهيم التي يأخذها عملاؤه عن منتجاته. ثالثًا: الاتجاهات الجديدة، وهي المصادر التي تستجد للفرص، مثل: الاتجاهات البيئية التي تستجد أو التدوير وإعادة الاستخدام أو المبادرات الصديقة للبيئة، ويمكن استغلال ذلك في التوجه إلى الطاقة النظيفة والجديدة ومنتجات ترشيد المياه وتدوير المنتجات واستجداد منتجات عضوية.
رابعًا: التكنولوجيات الجديدة، فمع كل يوم توجد تكنولوجيا حديثة، ويتغير أسلوب حياتنا وتتاح فرص جديدة يمكن استغلالها، كوجود أنواع جديدة من الحاسوب الشخصي أو السيارات متعددة أنواع الوقود والعملات الإلكترونية، وكذلك المنازل الذكية وإمكان اتصال كل شيء بالإنترنت. خامسًا: أحداث غير متوقعة، وعند حدوثها يجب التغير والتصرف بسرعة، وهذا يمكن أن يولد خدمات ومنتجات جديدة، وفي حالة حدوث أي مستجد مفاجئ عليك باستغلال ذلك والبحث عن مزايا سريعة لتستغلها في هذا التغير، ثم تحاول وضع منتجك أو خدمتك لتساهم في هذا الحدث والتغير، أو توفر منتجًا أو خدمة جديدة تسد احتياجات مطلوبة في تلك الفترة.
الفكرة من كتاب إدارة الفرص: الدليل التأسيسي والتشغيلي لمنظمات الأعمال
العالم متغير، كما أنّ سوق الأعمال دائمة التقلب والتحول، لكن كثيرًا من الشركات لا تواكب هذا التغير، وتنشغل وتحصر نفسها في حل مشكلاتها الداخلية وإدارة العمل اليومي، وهذا هو الفخ الكبير الذي تقع فيه الشركات، فلا تأخذ في اعتبارها البيئة الخارجية وما يستجد من أحداث وتحولات.
والتغير والتقلب في السوق يمكن أن يكون عائقًا لنجاح كثير من الشركات وسببًا في وقوعها، لكن الشركات الناجحة هي التي تستغل التغيرات والتقلبات الحادثة حولها، وتقتنصها فرصةً ثم تستغلها وتديرها وتحولها إلى منتج أو خدمة لعملائها، وهذا ما يقدمه إلينا هذا الكتاب، فهو يساعدنا على معرفة مفهوم إدارة الفرص، وطريقة استغلال الفرص وتحويلها إلى مصدر ربح.
مؤلف كتاب إدارة الفرص: الدليل التأسيسي والتشغيلي لمنظمات الأعمال
محمد مصطفى عبد القادر شلبي: استشاري إدارة الفرص، تخرج في جامعة الإسكندرية وحصل على الدراسات العليا في تكنولوجيا التعليم، ونشرت له أبحاث في الابتكار الإداري، ومن مؤلفاته: تحويل المشكلات إلى فرص.
بدر بن حمود بن عبد العزيز البدر: تخرج في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وحصل منها على درجة البكالوريوس في علوم الحاسب، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة واشنطن، شغل مناصب عدة في شركة سيسكو، كذلك منصب المدير التنفيذي لشركة أول نت، ويعمل الآن رئيسًا تنفيذيًّا للشركة السعودية للفنادق والمنتجعات السياحية.