أين صلاح الدين؟
أين صلاح الدين؟
نجد بعض الناس الحالمين بمستقبل أفضل للأمة يتحدثون عن كيفية ظهور “الناصر”، وكثيرًا ما نجد السؤال الشهير “أين صلاح الدين؟” في الأغاني الحماسية التي تواكب حدثًا عربيًّا كئيبًا مثل العدوان المتكرِّر على الأطفال والشيوخ في فلسطين وغيرها، وانتشرت منهجية في التربية، وهي “ربِّ ابنك ليكون صلاح الدين”، لكن مع الأسف كل هذا من الأسباب التي أسهمت في أكبر إخفاقات هذه الأمة.
فيوضح الكاتب أنه لا خلاف أن الصفة الأساسية التي اتفق عليها الجميع في صلاح الدين بعد زهده وتقواه أنه كان قائدًا عظيمًا، إذًا فالبعض يريد أن يربي أبناءه على القيادة، ولا مشكلة في ذلك، لأن وجود القدوة مطلوب لتحفيز أفراد المجتمع، ولكن إذا كان المطلوب هو جيل كامل يتم إعداده من الصغر ليكونوا قادة، فهنا تكمن المشكلة، والتي قد تتحوَّل إلى مأساة، لكن هناك من يعترض ويوضِّح أنه إذا ربَّينا الجيل كله على حب القيادة، بالتأكيد لا نحصل على جيل كامل من القادة، ولكن سنحظى بأكبر عدد من الشباب الذين تم إعدادهم نفسيًّا وفنيًّا للقيادة منذ الصغر، لكن لا يتفق الكاتب مع هذا الرأي أيضًا، ويفسر ذلك بأنه إذا زاد عدد المتطلِّعين إلى القيادة، فسد النظام، ومن لم يُصبح قائدًا بعد إعداده من الصغر، سيكون حاقدًا على المجتمع، لأنه فشل في تحقيق حلمه، وحلم أبيه، وأخيه، ألم ترَ كيف يسبُّ الدعاة إخوانهم الدعاة؟ فأين الغرابة في أن يكون ذلك هو حال القادة مع القادة، وهذا قد يرجع في الأساس إلى ما يُسمَّى بالعقيدة الرأسية.
فأهل العقيدة الرأسية لا يفكِّرون إلا من أعلى إلى أسفل كقولهم: “فلان أحسن من فلان”، وصيغ التفضيل والمقارنة من أهم بنود تفكيرهم، فتنشأ الأجيال طالبة للتميُّز على غيرها، إن لم يكن بالجهد فبالكذب، وليس غريبًا إذًا أن نجد هذا الكم من المؤامرات في التاريخ طلبًا وحبًّا في القيادة، وهذه المؤامرات لا توجد في أمور السياسة فقط، ولكن في بيت العائلة والشركات الصغيرة والكبيرة، فالكل تربَّى على أن المدير أفضل من الموظف، والسؤال هنا: لو كان الكل قائدًا، فأين الشعب؟ وأين الرعية؟ وأين أحلام البسطاء؟ وهل لا يكون الإنسان مميزًا إلا في التفوُّق على الأقران؟
الفكرة من كتاب أصحاب الكاريزما
ما الكاريزما، ومن هم أصحابها، وما القيادة؟ وهل هناك فرق بينها وبين الإدارة، النجم والزعيم والقائد والمدير، فهل كلهم من أصحاب الكاريزما؟ وهل يجب أن يكونوا كذلك؟ وهل كل صاحب كاريزما يصلح قائدًا بطبيعة الحال؟
يوضِّح الكتاب إجابة كل تلك الأسئلة وغيرها، ويأخذك في رحلة حول القيادة والإدارة والنجومية والزعامة مع أصحاب الكاريزما.
مؤلف كتاب أصحاب الكاريزما
إيهاب فكري: هو أحد المهتمين بتنمية القدرات الإدارية الشبابية في مصر، حاصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من جامعة عين شمس، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، ودرجة الدكتوراه في استراتيجيات التسويق من الجامعة الأمريكية بلندن، وله العديد من المؤلفات، منها:
فن الكلام وأسلوب الحوار الناجح.
شارع النجاح.
بين يدي أستاذي.