أين سيُعرض التصميم؟
أين سيُعرض التصميم؟
كما يفكر المُصمم في تأثير الألوان في العقل اللا واعي للفئة المُستهدفة، لا بد أن يُفكر في مكان تلقي هذه الفئة للتصميم، هل يشاهدونه على التليفزيون أم على مواقع الإنترنت؟ أم في مكان خارجي حيث تؤثر الإنارة النهارية في التصميم وقد تُغير اللون أو كثافته؟ لذا على المُصمم أن يحيط بموضع التصميم ويتحقق إذا كان سيقع تحت الضوء أم في الظل، وأوضاع الإنارة إذا كان هذا التصميم جزءًا من معرض، لاختيار الألوان بدرجة التشبع والدرجة الحراريَّة المناسبة.
وعليه أن يُقرر في حالة عمل تصميمٍ لمنتجٍ يُعد جزءًا من سلسلة، كالكتب والمجلات، ومنتجات كالمنتجات الغذائيَّة ومنتجات العناية التي تُعرض عادةً على الأرفف بعضها بجانب بعض، هل سيُميز المنتج الجديد من هذه السلسلة بلونٍ مختلف مع الاحتفاظ بالنمط العام للسلسلة، أم سيكون اللون وسيلة للتعبير عن التشابه والاختلاف، أم يُفضل استخدام اللون والنمط نفسيهما بسبب اختلاف شكل العبوات الخاصة بهذه السلسلة وعدم الحاجة إلى التمييز باستخدام الألوان؟
كما نرى.. هناك عديد من الخيارات حول الألوان، وهذا يُمثل مشكلة للمُصممين سواء المُبتدئين أو المُحترفين، ولتخطي هذه المشكلة لا بد من تخصيص كراسة رسمٍ سهلة الحمل لتوثيق الإلهام اللوني، إذ تُدوَّن العلاقات اللونيَّة الناجحة التي تُلاحظ في الحياة الشخصيَّة والمهْنيَّة، كما يُمكن أن تُقص الصور والنصوص التي تبدو جذابة أو تُلتقط بعض الصور، أو تُصمم تصميمات أوليَّة لبعض الحلول وتُعرض على أشخاص آخرين لاستطلاع آرائهم، وتدوين مواطن القوة والضعف في هذه التصاميم، ويُمكن أن يُقيم مدى نجاح أو فشل أي تصميم من خلال الإجابة عن ثلاثة أسئلة،
السؤال الأول يدور حول دور الألوان والتصميم في تحسين المحتوى، والسؤال الثاني عن مدى تَميُّز التصميم، هل هو تصميم لا يُنسى؟ أما السؤال الثالث فعن رد الفعل، هل استثار رد الفعل المرجو؟ فعلى سبيل المثال، هل اشترى العميل المنتج؟ وهل تذكر العلامة التجاريَّة؟ ومن خلال طرح هذه الأسئلة باستمرار إلى جانب توثيق الإلهام واستطلاع الرأي، يُصبح المُصمم خبيرًا ويتمكن من اختيار الألوان بسهولة ويستخدمها بنجاح.
الفكرة من كتاب أساسيَّات اللون في التصميم: دليل يبيّن مدى تأثير اللون في التصميم
ما الذي يخطر على أذھاننا عند ذكر اسم علامة تجاريَّة؟ ماذا عن كلمة كوكاكولا على سبيل المثال؟ عند ذكرها سرعان ما يخطر على ذهننا اللون الأحمر الذي يُغطي الغلاف الخارجي، وهو ما يميزها من باقي الشركات المُنافسة، إذ تتخذ كل علامة تجاريَّة تصاميم وألوانًا مُميزة لجعل علامتها سهلة التذكر، والدليل على ذلك تذكرنا للمصارف والمؤسسات الماليَّة عند رؤية الألوان الباهتة، وكذلك ارتباط اللون الأخضر بالحركات المُناصرة للبيئة والمنتجات العضويَّة.
فاللون له أهمية كبيرة في بناء العلامات التجاريَّة وترك انطباع بصري مُميز، وإثارة مشاعر لدى المشاهدين، وليتمكن المُصمم من اختيار توليفات ألوان متناسقة متناسبة مع محتوى التصميم، عليه أن يفهم الألوان بشكل أعمق، وأن يعرف سُبل تنسيقها، ومدى ارتباطها بالحالة العاطفيَّة، ودلالاتها على الثقافات المختلفة، ولأن الإلمام بكل هذه الجوانب يُمثل مشكلة لدى المُصممين، جمعتها الكاتبة في هذا الكتاب.
مؤلف كتاب أساسيَّات اللون في التصميم: دليل يبيّن مدى تأثير اللون في التصميم
آريس شيرن: مؤلفة ومصمِّمة، وأستاذة مشاركة في التصميم الجرافيكي في جامعة سانت جون بمدينة نيويورك، حصلت على درجة البكالوريوس من معهد شيكاغو للفنون، وعلى درجة الماجستير في الفنون من معهد روتشستر للتكنولوجيا، وأسست شركة Fit To Thrive الاستشارية، كما ألَّفت مؤلفات عِدَّة، منها:
The Graphic Design Reference & Specification Book: Everything Graphic Designers Need to Know Every Day.
Introduction to Graphic Design: A Guide to Thinking, Process & Style.
Forms, Folds and Sizes: All the Details Graphic Designers Need to Know but Can Never Find.