أين تبحث؟
أين تبحث؟
إن لعملية إيجاد المرشحين أهمية خاصة، إذ إنها تقيد قرارات اختيار الموظفين، فلا يمكنك اختيار بديل لا تعلم عنه شيئًا، أو بديل يفوق أفضل مرشح من بين المرشحين المتاحين، ويُخيل للبعض بأن المؤسسة تختار مرشحًا واحدًا من بين عشراتٍ من ذوي الكفاءة، في الواقع يحدث العكس، في أفضل التقديرات تمتلك لجان الانتقاء مرشحًا واحدًا كُفئًا، وبعض المؤسسات لا تمتلك إطلاقًا، وهو ما أظهره بحث صادر عن مركز القيادة الخلاقة، أن من بين كل أربع حالاتٍ تقريبًا، توجد حالة واحدة يكون فيها المسؤول التنفيذي المختار لشغل المنصب، هو المرشح الوحيد المتاح.
تقع أغلب المؤسسات في نفس الخطأ، بوضع أولوية البحث عن مرشحين داخليين، وعدم التطلع إلى الخارج إلا بعد استنفاد كل المرشحين الداخليين، على النقيض، يضيف المرشحون الخارجيون قيمة كبيرة في حال إقالة سلفهم وبروز الحاجة إلى التغيير، لكنهم يدمرون قدرًا كبيرًا من القيمة عند التعاقب الطبيعي بإحالة سلفهم إلى التقاعد دون الحاجة الماسة للتغيير، وبالنظر إلى الرؤساء التنفيذيين الجدد المعيَّنين من خارج الشركة، نجد أن تأثيرهم قوي جدًّا في كلتا الحالتين، يتمثل في ارتفاع أو انخفاض النسبة المئوية للإيرادات التشغيلية السنوية المعدلة حسب المجال، مما يعني للشركات مضاعفة ربحيتها، أو القضاء الكامل على أرباحها، ولتحسين أداء الشركة في حالة لزوم التغيير، يجب استقدام مرشح خارجي، لما يمتلكه من مهارات وقدرات تفي بمهمة التغيير.
ولإجراء مقارنة مرجعية للمرشحين، يجب وجود وصف واضح لأفضل المرشحين الخارجيين المحتملين، ويتطلب الأمر أيضًا نظرة موضوعية عميقة للخيارات الداخلية، فعند اتخاذ القرارات الحيوية المتعلقة باختيار الأشخاص، أنت بحاجة إلى مجموعة متوازية من المرشحين، لتتمكن من تحديد أفضل مرشح واختياره، بغض النظر عن كونه من داخل الشركة أو خارجها.
الفكرة من كتاب فن اختيار أفضل الموظفين.
إن النجاح الشخصي لأي مدير، مبنيٌّ على قدرته على اختيار الأشخاص المناسبين للانضمام إلى فريقه، فالمؤسسات في نهاية المطاف ما هي إلا موظفوها، وعادةً ما نجد أن المؤسسات الناجحة تجيد حل معضلة الموظفين، بالعثور على أنسب الأشخاص لكل وظيفة، واستقطابهم، وتعيينهم، وترقيتهم، واستبقائهم بها. كما أنها لا تكتفي بنجاحها في توظيف الأكفاء، وإدرار الأرباح على مالكيها، بل تسعى للارتقاء بمجتمعنا، إذ أن الشركة الناجحة الغنية بالموظفين المتميزين، ترفع من مستوى معيشتنا، وتُعلي تطلعاتنا، وتمنحنا أملًا في المستقبل.
مؤلف كتاب فن اختيار أفضل الموظفين.
كلاوديو فرنانديز اراوس، هو باحث وأستاذ جامعي أمريكي، حاصل على درجة الماجستير مع مرتبة الشرف في إدارة الأعمال، من جامعة ستانفورد، أجرى نحو ثلاثمئة بحثٍ تنفيذي، وشارك في ألف وخمسمئة بحثٍ آخر، ويعمل في مجال البحث عن أفضل الموظفين وتنميتهم منذ عقدين من الزمان.
معلومات عن المترجم:
نيرة محمد صبري: تعمل لدى مؤسسة هنداوي، وهي مُترجمة حرة في مؤسسة نهضة مصر، ترجمت عدة كتب صدرت عن المؤسسة، منها:
ألعاب العقل.
هجرات عظمى.
كتاب الطهي لأميرات ديزني.