أين السعادة؟

كثير من الناس يعتقدون أن السعادة سهلة، منالها يسير وقد تكفيهم وصفة للحصول عليها، فقد يرى أحدهم أنها في التملُّك والثروة، أو في المطالعة والمدارسة، أو في التخلِّي عن العالم الفاني فيزهد بكل شيء، ومنهم من يعتقد أن السعادة في الملذَّات الجسمانية، فيعيش ليرضي أهواءه وشهواته.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ومن الناس من يجد أن السعادة في الهروب من الحياة بشتَّى الطُرق، فالحياة في نظرهم عبء لا يُطاق، والحب والوفاء والصداقة وكل تلك المعاني مجرد خرافات لا وجود لها إلا في عالم الأوهام، فيلجأون إلى أدوية بعينها يظنون أنها تريح أجسامهم المتعبة، ولكنهم لا يعلمون أنهم يُلقون بأنفسهم إلى هاوية الإدمان، ويؤدي بهم ذلك إلى الآلام الجسدية والنفسية التي تكون أشد وأشد.

ومنهم من يظن أن السعي لجمع المال والثراء سيحقق له السعادة الحقيقية، ولكن لو يعلم أن كثيرين ممن جعلوا المال والدنيا أكبر همِّهم، ظلوا دائمًا مُعذَّبي النفوس، مشغولي الفكر، لا يهدأ لهم بال، وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) في وصف تلك النفسية في قوله: “من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ وجمعَ لَه شملَهُ وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ، ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ وفرَّقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ”، فالمال قد يستعبد الإنسان، فيشقى في سبيل طلبه ويشقى خوفًا عليه، فسعادة المال لا تتحقَّق إلا بأمرين: أن يكون مالًا حلالًا، وألا ينفقه في فساد، وإلا كان المال وبالًا عليه.

قد يقف الإنسان في لحظة من اللحظات متسائلًا: “ما غايتي من الحياة؟ ما الذي يجب عليَّ أن أفعله؟ هل تحقيق الثروة المالية سيحقِّق لي السعادة والطمأنينة التي أرجوها؟ أم أن الجاه والمنصب هو ما سيحقِّق ذلك؟”.

إن كثيرًا من الواهمين يعتقدون أن السعادة لا حقيقة لها، فلو عرف الإنسان حقيقة الحياة، لوجد فيها أسبابًا كثيرة تُحقِّق تلك السعادة، بل تحقِّق له الجنة في الدنيا قبل أن يراها في الآخرة، لكن قبل السير في البحث عنها لا بدَّ أن نعرف حقيقتها، والأسباب التي تخلق السعادة الفعلية الدائمة.

حسَّان شمسي باشا: طبيب سوري الجنسية، واستشاري أمراض القلب في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة وزميل الكليات الملكية للأطباء في أيرلندا وجلاسجو ولندن وزميل الكلية الأمريكية لأطباء القلب، شارك في العديد من المؤتمرات والندوات، منها: ندوات الأخلاقيات الطبية في المملكة العربية السعودية وغيرها.

وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية لأمراض القلب في الولايات المتحدة وأوروبا، وله أكثر من خمسين بحثًا طبيًّا في أمراض القلب نشرت في المجلات الطبية الأمريكية والأوروبية. من مؤلفاته: “همسة في أذن فتاة”، و”عندما يحلو المساء”، و”مسؤولية الطبيب بين الفقه والقانون”.