أيديولوجيا الحالة النفسية

تتم معاملة الحالة النفسية كمسبِّب لكل أخطاء الإنسان وأيضًا كمبرِّر لها، فكل إنسان يخطئ أو يرتكب جرمًا هو مصاب باضطراب أو اكتئاب أو حالة نفسية سيئة حتى الأشرار والقتلة والمغتصبين، هم في النهاية مرضى نفسيون لا يحق لك الحكم عليهم أو لومهم! ضع نفسك في حالتهم! حتى صار الحزن على أبسط الأشياء مبررًا للتخلِّي عن المسؤوليات، بل وحتى لترك الدين.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وتؤدي السينما دورًا مهمًّا جدًّا في هذه النقطة، فقد أصبحت ظاهرة التعاطف مع الأشرار والمجرمين في الأفلام ملاحظة وبشكل متصاعد، يكفي فقط تقديم الظروف السيئة التي مرَّ بها هذا المجرم والتي دفعته ليصير بهذه الوحشية والإجرامية واترك الأمر لعاطفة الجمهور تتكفَّل بالباقي، ولعلَّ آخرها التعاطف الكاسح الذي جنته شخصية الشرير الشهير Joker الذي عُرِض في نهاية عام 2019، فقد تتبع الظروف السيئة التي عاناها في مجتمعه وقدمها كمبرر لتحوله إلى مجرم وقاتل، ونال ذلك رضا الجمهور وحقَّق الفيلم نجاحًا كاسحًا وجنى إيرادات طائلة.

من الناحية الدينية، قد تكون الحالة النفسية من عوارض الأهلية التي تُسقط التكاليف، ولكن يجب أن يحدِّد ذلك المتخصِّصون ولا يتم ترك الأمر للمخطئ لتحديد حالته واستغلالها، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الحالات استثنائية وليست الأصل، إنما الأصل كون الإنسان مسؤولًا عن أفعاله ومُحَاسَبًا عليها، والتكاليف الشرعية في أصلها شاقة، وتتطلَّب الصبر وضبط النفس حتى لا يقع الإنسان في المحظور.

يناقش هذا الكتاب ظاهرة نفسية مجتمعية جديدة آخذة في النمو والانتشار بشكل متصاعد في مجتمعنا العربي، وبخاصةٍ بين الشباب في السنوات الخمس الأخيرة، وهي الهشاشة النفسية، وهو مصطلح حاضر بقوة في الأدبيات النفسية الغربية، لكنه ضعيف الحضور بين المتخصصين العرب.

يهدف هذا الكتاب الذي يُعَدُّ باكورة المؤلفات العربية عن الهشاشة النفسية إلى تسليط الضوء على الظاهرة، ولفت نظر المعنيين بالأمر إلى ضرورة أخذها في الاعتبار بمزيد من الأبحاث والدراسات، ويطرح أهم الأسباب في نظر الكاتب لتفشِّيها السريع بين الشباب مع اقتراح بعض الحلول لمواجهتها.

إسماعيل عرفة طبيب صيدلي مصري تخرَّج في كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية في عام 2018م، وهو باحث ومترجم ومهتم بقضايا الإلحاد الجديد والشبهات حول الإسلام، له العديد من التقارير والمقالات في العديد من المنصات المهتمة بالقضايا العقدية والفكرية.

صدر له كتاب “لماذا نحن هنا؟ تساؤلات الشباب حول الوجود والعلم والشر والتطور” عام 2017، ونقل إلى العربية كتاب “صنع الدولة الحديثة: التطور النظري” لبريان نيلسون عام 2019.