أوَّل الغيث قطرة
أوَّل الغيث قطرة
عادةً ما يتم التعامل مع الأخطار أو الأخطاء ذات التأثير القليل على أنها شيء طبيعي! وقد يحدث هذا بسبب اعتياد تكرار هذا الخطأ كثيرًا، كالعامل الذي يصعد سلمًا به درجة مكسورة يوميًّا، أو لأننا نميل إلى التركيز على النتائج الإيجابية للنجاحات دون الدخول في تفاصيل الأسباب التي أدت إليها.
ولكن الخطورة تكمن حين تتوفر الظروف المواتية للكوارث مع تلك الأخطاء غير الملحوظة، والذي تستطيع الشركات السيطرة عليه هو منع تلك الأخطاء الصغيرة، وذلك بعدة طرق منها: الانتباه إلى أنه في حالات ضغط العمل يميل المديرون إلى التجاوز عن بعض الأخطاء دون حساب العواقب، أو يمررون بعض الأخطار دون النظر هل كانت الأسباب مبررة لذلك أم لا؟
أيضًا يجب عدم الانخداع بالنتائج الإيجابية للنجاح دون تقييم القرارات المُتخذة ومردود كل منها، والمساءلة المستمرة للمديرين عن جودة قراراتهم، وذلك على النحو الآتي: بالنسبة إلى صانعي القرار فيجب سؤالهم عن الدوافع الشخصية حيال القرار للتأكد من عدم وجود مصالح شخصية، وأيضًا للتأكد من عدم وجود انبهار بالنتائج الإيجابية للقرار، ومن ثم التقليل من التكاليف والأخطار، والتأكد من أن الآراء المعارضة قد حظيت بالفرصة المناسبة للعرض، ولم يتم كبتها عن طريق التفكير الجمعي بنمط واحد!
أما مقدمو التوصيات فيتم سؤالهم عما إذا تم اعتماد تجربة سابقة دون النظر إلى مدى تطابق الظروف الحالية مع الماضي، وعن البدائل المقترحة هل هي المتوفرة حاليًّا بناء على فرض أن ما نراه هو الموجود فقط أم تم التنبؤ بما قد يحدث في المستقبل لتجنب الكوارث؟ وأيضًا سؤالهم عن مصدر المعلومات التي اعتمدوا في بحوثهم عليها للتأكد من عدم وجود تحيز للمعلومات الأولية، والتأكد من عدم وجود “تأثير هالو” والذي يعني أن كل نجاح الشركات بسبب شخصية رؤسائها وحسب!
وعند تقييم المقترح نتساءل عما إذا كان الفريق المقدم للتوصية قد وقع في فخ التفاؤل الشديد أو الإفراط في الحذر؛ لتفادي عدم التوقع الصحيح لردة فعل المنافسين وأسوأ الحالات التي قد تحدث نتيجة القرار.
الفكرة من كتاب عن اتخاذ القرارات الذكية
نتعرض في حياتنا اليومية إلى اتخاذ الكثير من القرارات، حتى في تلك اللحظة التي نرفض فيها اتخاذ قرار، فإن ذلك يُعد قرارًا أيضًا! لذا فالأمر بحاجة إلى التوقف ومعرفة تفاصيل أكثر عن كيفية اتخاذ قرارات ذكية تكون نتائجها الإيجابية كبيرة، وجعل خسائرها داخل النطاق المسموح بتحمُّله.
ويقدم هذا الكتاب ذلك عن طريق معرفة تفاصيل عمل الدماغ لاتخاذ القرار والعوامل التي قد تؤثر فيه، والانحيازات والأسباب الخفية التي تؤدي إلى قرارات سيئة، ومعرفة أسس الحوار الناجح داخل الشركة لاتخاذ القرار، وإيضاح خطورة إهمال الأخطاء الصغيرة
مؤلف كتاب عن اتخاذ القرارات الذكية
كلية هارفارد لإدارة الأعمال (Harvard Business Review): كلية أعمال تابعة لجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية تقدم برنامج ماجستير إدارة الأعمال، ومن أبرز خريجيها: سلمان خان صاحب موقع خان أكاديمي، وتصدر عدة سلاسل من الكتب مثل: سلسلة “القيادي الناجح”، وسلسلة “الأكثر قراءة”، وكتب أخرى مثل:
عن قيادة التغيير.
عن إدراة الناس.
إدارة التفاعلات الصعبة.
كسب المفاوضات التي تصون العلاقات.
معلومات عن المترجم:
عبد الجليل محمد مصطفى: ترجم كتبًا عديدة منها: “فوربس: أعظم قصص الأعمال على مر العصور: 20 قصة ملهمة عن رواد غيروا طريقة حياتنا وإدارتنا لأعمالنا”، و”التجارة حرب: حرب الغرب على العالم”، و”المرجع في تربية الموهوبين للمرحلة الثانوية”، و”لا تستسلم أبدًا”.