أوهام ضرورية للحياة
أوهام ضرورية للحياة
يرى الكاتب أن البشر اقتنعوا بأربعة أوهام، ورأوا أنها ضرورية لاستدامة حياتهم، الوهم الأول هو وجود العالم، أما الوهم الثاني فهو وجود الهوية المبنية بشكل رئيس على ذاكرتنا بكل ما فيها من قصور وأخطاء وتزييف، والوهم الثالث هو تمكننا من خداع الطبيعة عبر التطبيقات التكنولوجية والصناعية المختلفة، وأخيرًا الوهم الرابع هو إضفاء المعنى على العالم من خلال سردية أو رواية متسقة توفر التبريرات لكل ما يحدث لنا.
لتلك الأوهام ثلاث خصائص، المعرفة والتماسك والتعايش، فكل كذبة يجب أن تنبع من ادعاء المعرفة، بالإضافة إلى تماسك أجزائها وقدرتها على التعايش بين الأفراد، وذلك أنتج عديدًا من الآثار، كانتشار الأديان الوثنية بممارساتها الطقوسية الغريبة، ومن أشهرها التضحية بالبشر كقرابين، بالإضافة إلى تنظيم الجماعات عبر نسج خيال جماعي يضمهم بهدف إضفاء تماسك الأفراد، ونستطيع أن نرى ذلك عبر ممارسات الإنسان البُدائي، واستخدامه الرسم على جدران الكهوف للتعبير عن الاستعارات والرمزيات، ونسجه للحكايات والأساطير الجماعية.
ولم تقتصر آثار الأوهام على الإنسان البُدائي، بل هي مسيطرة على الإنسان الحديث، فيدعي الكاتب أن المجتمعات الحضرية متماسكة بسبب الكذب، لأن أفرادها يتحركون باستمرار محاولين تقنين أوضاعهم بخداع الظروف، والتحايل على الأحداث، والكذب على الآخرين، منشئين روابط اجتماعية كاملة لخدمة أهدافهم الأنانية، لا رغبة في مساعدة الآخرين، فهل يجيب أحد على سؤال “كيف حالك؟” بصدق؟ هل يعتقد أن الآخرين سيرغبون حقًّا في مساعدته؟
يبدو أن الكذب هو أساس التعايش مع الغرباء، فكيف سنثق بهم إلا إذا كنا متأكدين من أنهم سيتبعون الأكاذيب نفسها التي نتبعها.
الفكرة من كتاب تاريخ الكذب
هل نحب الكذب؟ بالتأكيد ستخرج الإجابة سريعة “لا”، ولكن هل نمارس الكذب؟ هنا سنتمهل قليلًا للتفكير، فقطعًا كذبنا عدة مرات، سواء للنجاة أو للحصول على أمر نريده، فلنوسع الدائرة قليلًا وننظر إلى حضارتنا، هل هي أيضًا تنجو وتنمو بالكذب؟
سيأخذنا خْوَان في رحلة عبر مجالات حضارتنا، لنرى الدور المؤثر الذي يلعبه الكذب في صناعة تفوقنا البشري، وكيف تعتمد عليه السياسة، وما آثاره في الأدب والفن، وكيف ننجو اجتماعيًّا بالكذب والخداع.
مؤلف كتاب تاريخ الكذب
خوان جاثينتو مونيوث رنخيل: فيلسوف وكاتب وروائي، ولد في إسبانيا عام 1974م، يعد من أكثر الكتاب الواعدين في إسبانيا، وأسس مدرسة Imaginadores للكتابة الإبداعية في مدريد، حاز ما يزيد على خمسين جائزة أدبية وطنية ودولية عن قصصه القصيرة، ونُشِرَت أعماله في نحو عشر دول، ومن أشهرها:
La capacidad de amar del señor Königsberg
El gran imaginador o la fabulosa historia del viajero de los cien nombres
El sueño del otro
معلومات عن المترجم:
طه زيادة: صحفي ومترجم للإسبانية، ولد في القاهرة عام 1971م، وتخرج في قسم اللغة الإسبانية بكلية الآداب جامعة القاهرة في عام 1992م، ونشر نصوصًا مترجمة من الإسبانية في عديد من المجلات والصحف المصرية منذ كان طالبًا في الجامعة، من بينها صباح الخير، وروز اليوسف، وأخبار الأدب، والأهرام العربي، عمل مترجمًا صحفيًّا في وكالة الأنباء الإسبانية (إفي) وسفارتي بيرو وإسبانيا.
من أشهر أعماله الترجمية:
رحلتي إلى مصر وسوريا وفلسطين.
ماذا يحدث في كتالونيا.