أول أديبة كفيفة تحصل على الليسانس
أول أديبة كفيفة تحصل على الليسانس
في عام ١٩٠٠ تحقَّق أمل هيلين واستطاعت الالتحاق بكلية رادكليف التابعة لجامعة هارفارد، وفيها اختارت دراسة الآداب، وشرعت في دراستها بحد وشغف، ولكن لم يكن بوسعها الدراسة بمفردها حيث كان لا بد من وجود مرافق، فكانت معلمتها آن سوليڤان تصاحبها كل يوم إلى الفصول تترجم لها بالهجاء على يدها بأسرع ما يمكن ما يقوم المعلمون بشرحه، وبلا شك كانت هذه الطريقة لا تخلو من الصعوبات التي تعترضها أثناء اليوم الدراسي، وعلى مسار دراستها في الكلية، ومن هذه الصعوبات عدم رؤيتها للمحاضر أو سماعه مما لم يسمح لها بالتعرف على خصائص شخصية الأستاذ أو أسلوبه في التعبير والإلقاء، فكأنه غير موجود بالنسبة لها، كذلك مشكلة تزاحم الأفكار في عقلها، وعدم قدرتها على الكتابة بالآلة الكاتبة لأن يديها كانتا مشغولتين بالهجاء، كذلك من الصعوبات التي واجهتها عدم توافر كل الكتب الدراسية في طبعات برايل، فكانت تذاكر من المتوافر، وتقرأ لها معلمتها محتوى الكتب الأخرى على يديها، مما كان يجعلها بحاجة إلى وقت أكبر في استذكار دروسها، ولكن بإرادتها القوية وعزيمتها تغلَّبت على الصعوبات، وفي عام ١٩٠٤ حصلت على الليسانس في الآداب بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف، ولم تقف عند هذا الحد، بل تابعت شغفها واستعدَّت للدراسات العليا، وأقبلت على المزيد من تعلم الغات إلى جانب دراستها للفلسفة.
الفكرة من كتاب قصة حياتي العجيبة
“قصة حياتي العجيبة” اسم على مسمى، تتناول سيرة حياة واحدة من أبرز الشخصيات والرموز الإنسانية في القرن التاسع عشر، لُقِّبَت بالمعجزة الإنسانية نظرًا إلى الظروف التي تغلَّبت عليها.. سيرة قلَّ أن نجد لها نظيرًا في زمنها أو زمننا، شخصية سيظل التاريخ يذكرها باعتبارها أول أديبة كفيفة حصلت على الليسانس، وأول شخص أصم وأبكم يتلقَّى تعليمًا كاملًا حتى المرحلة الجامعية.
كيف لفتاة حُرِمَت من نعمة السمع والبصر أن تصبح محط أنظار العالم، وتتابع الصحف العالمية والعربية أخبار تعليمها بشغف؟ هذا ما تحكيه هيلين في قصتها العجيبة التي ألهمت الكثيرين، وما زالت.
مؤلف كتاب قصة حياتي العجيبة
هيلين كيلر (١٨٨٠- ١٩٦٨) أديبة وكاتبة ومحاضرة أمريكية، وناشطة اجتماعية بارزة من المدافعين عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، مُنِحَت وسام الحرية الرئاسي، قال عنها مارك توين: “إن أعظم شخصيتين في القرن التاسع عشر هما نابليون بونابرت وهيلين كيلر”، لها أكثر من ثمانية عشر كتابًا، تُرجِمت مؤلفاتها إلى عدة لغات، ومن أشهر مؤلفاتها:
“The world l live in”
“My Religion”
“The open door”
” Light in my darkness”
معلومات عن المترجم:
محمد وهدان غريب: قاص ومترجم مصري حاصل على بكالوريوس العلوم الزراعية، ومن ترجماته: “موجز تاريخ العلم والحضارة في الصين”، و”صور أفريقية”.