أولى مراحل المرض
أولى مراحل المرض
يمكن للنوبات في هذه الحالة أن تتخذ صورًا كثيرة، الصورة الأولى: الدوار أو الإغماء المنذر، هذا الشعور بالإغماء المنذر أقرب إلى الشعور بالخواء “white out” منه بفقدان الوعي “Black out”، وأصبح هذا الشعور من الشكاوى الشائعة جدًّا في المراحل الأولى، ويمكن أن يصاحبه أيضًا شعور بالغثيان، والرغبة في التباعد عن العالم، وإحساس بالضعف في الذراعين والقدمين مع الشعور بفقدان بعض السيطرة العضلية.
الصورة الثانية: الأرجل الرخوة الهلامية، يحس بعض المرضى بأن أجسامهم تميل إلى جانب واحد، وأن أقدامهم غير مستقرة، فعندما يسيرون تبدو لهم الأرض على مستوى أعلى أو أقل مما يتوقعون، وهذا يجعلهم يتعثرون، فإدراكهم يتمثل في تلاشي الأعماق، وبعض المرضى أيضًا يحسون كأن أرجلهم تنوء بهم كثيرًا، ويحتاجون إلى أحد يستندون إليه عند المشي، وأيضًا وصف بعض المرضى اضطرارهم إلى خفض رؤوسهم ليرقبوا الأرض عن قرب ليضمنوا سلامة أقدامهم.
أما الصورة الثالثة فهي صعوبة التنفس، إذ يعاني بعض المرضى صعوبة عند محاولة إدخال القدر الصحيح من الهواء إلى الرئتين، لدرجة إحساسهم في بعض الأحيان بالخوف من نسيان كيفية التنفس، وأن الدافع الطبيعي إلى التنفس سوف ينتهي، وأمثال هذه النوبات تدفع مرضاها إلى التنفس بطريقة أسرع وأعمق، ويأخذون كمية زائدة من الأكسجين في أجسادهم ويطردون كمية زائدة من ثاني أكسيد الكربون، وهذا يؤدي إلى تغيرات في التوازن الحامضي القاعدي، ومستوى الكالسيوم في الدم، فتظهر أعراض جديدة، مثل التنميل والخدر في أجزاء الجسم وخفة الدماغ والدوار، وتؤدي أخيرًا إلى تشنجات في اليدين والقدمين.
الصورة الرابعة: استغراب الواقع وتفكُّك الشخصية، فهناك نسبة كبيرة من المرضى يعانون أعراضًا يصعب وصفها، لدرجة أنهم يخشون وصفها حتى لا يُرسلوا إلى مستشفى الأمراض العقلية، حيث تصبح الأشياء حول المريض غريبة غير حقيقية وكأنها ملفوفة في الضباب وقد تبدو مقلوبة، أو أقرب وهي في الحقيقة بعيدة جدًّا، ويرتبط تفكك الشخصية باستغراب الواقع، ويُعنى بتفكك الشخصية إحساس الفرد بأن نفسه خارج جسده أو منفصلة عن جسده، وأحيانًا يشعر أن اليد التي تمسك بالقلم ليست يده، وأن صورته في المرآة تبدو صورة شخص آخر، لدرجة شعورهم بأنهم في الطريق إلى الجنون، ولكن كل هذه علامات خادعة بسبب المرض.
الفكرة من كتاب مرض القلق
لا ينجو إنسان في مواقف الحياة المختلفة من التعرض للقلق بدرجات متفاوتة، والأمثلة على ذلك كثيرة، فالطالب الذي يوشك أن يدخل الامتحان أو يسعى إلى الاطلاع على نتيجته، والرياضي الذي يتهيأ للمنافسة في حلبات الألعاب الرياضية يصيب كل منهما نوع من أنواع القلق، ولكنه قلق عرَضي، ويناقش هذا الكتاب مرض القلق داخلي المنشأ، أي القلق ليس بوصفه عرضًا أو اضطرابًا مؤقتًا بل من حيث هو مرض له دواء، وكيفية علاجه بالدواء.
مؤلف كتاب مرض القلق
ديفيد شيهان: كاتب وعالم نفس بريطاني وطبيب، عمل مديرًا لأبحاث القلق بقسم الطب النفسي في المستشفى العام بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل حاليًّا مديرًا للأبحاث الإكلينيكية وأستاذًا للطب النفسي بكلية الطب بجامعة جنوب فلوريدا بمدينة تامبا، ألف العديد من الكتب والمؤلفات منها:
Work Around Australia.
Bioremediation Protocols.
Timing the paper Tiger.