أوقات عصيبة
أوقات عصيبة
تمر المرأة شهريًّا بأوقات تضطرب فيها مشاعرها وأفكارها وردود أفعالها، فتصبح عصبية أو حزينة، تغضب أو تثور لأتفه الأسباب، وقد تختلف الأعراض من امرأة إلى أخرى، لكن معظم النساء يتفقن في الشيء ذاته، وهو حدوث تلك التناقضات في المشاعر، إنها فترة الحيض؛ الفترة التي لا ينتبه لها كثير من الأزواج، ولما لها من أثر في الحياة الزوجية، ولا يدرك معاناة المرأة وما يطرأ عليها من تغيرات نفسية تحدث نتيجة للتغيرات الهرمونية المرتبطة بفترة الحيض، لذلك نهى الشارع عن طلاق المرأة فترة حيضها، ورفع عنها كثيرًا من الأحكام كالصلاة والصيام؛ تخفيفًا ورحمةً ومراعاةً لما تعانيه من ضعف نفسي وجسدي، وهذه رسالة عظيمة من الله (عز وجل)، فكيف لا يحرص الأزواج على الترفق بزوجاتهم في مثل هذه الأيام؟ هل يراعي الرجال ذلك فيحسنون إلى زوجاتهم، أم يزيدون من الضغط عليهن، وتزداد عصبيتهم ونقدهم وعدم تعاونهم، فيزيدون المرأة تعبًا على تعبها، ولو تأملنا في سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) وتعامله مع زوجاته فترة حيضهن، سنجد ما يجب أن يتوقف عنده الرجال، ويتأملوه ليسيروا على نهجه، تقول السيدة عائشة: “كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن”، فأي رقة تلك وأي رحمة؟ وكأنه -بأبي هو وأمي- يوجه الرجل إلى أن المرأة في هذه الأيام، تحتاج إلى مزيد من الحنان والرقة والتعامل الطيب والاحتواء النفسي.
الفكرة من كتاب ما لا يدركه الرجال وتحتاجه النساء
إن السعادة الزوجية كالعملة لها وجهان، وجه يمثله الزوج ووجه تمثله الزوجة، فماذا إذا كان أحد وجهي هذه العملة براقًا ساطعًا، بينما كان الوجه الآخر قاتمًا وعابسًا أو كان مشوَّهًا، هل ستصبح هذه العملة ذات قيمة؟ هل بإمكان السعادة أن ترفرف في سماء أسرة يقوم أحد طرفيها بغزل خيوط السعادة، بينما يقوم الطرف الآخر بتمزيق تلك الخيوط كلما نسجت؟ لذلك جاء هذا الكتاب كمحاولة لكشف اللثام عن الأسباب التي تجعل كثيرًا من البيوت في حالة من الفتور والجمود.
في هذا الملخص سنفتح لك صفحات كتاب قلوب وعقول النساء؛ لتقرأ سطورها بعمق، وتتسلل إلى أسرارها برفق، وتكتشف خبايا تفكير النساء وطبيعة مشاعرهن!
مؤلف كتاب ما لا يدركه الرجال وتحتاجه النساء
الدكتورة رضا الجنيدي: كاتبة ومتخصصة في مجال الأسرة وداعية إسلامية، حاصلة على ليسانس آداب قسم علم نفس، ودبلومة دراسات إسلامية، مدربة معتمدة من جامعة القاهرة والمركز الكندي لإبراهيم الفقي، لها العديد من المقالات المنشورة والمؤلفات في المجال الأسري والدعوي، مثل: “بارقة أمل”، و”زوجات في مهب الريح”، و”إطلالة على اسم الله الفتاح”، و”إطلالة على اسم الله الجبار”.
ومن المقالات: “كن أبًا ديكتاتوريًّا وافتخر بإنجازاتك”، و”أمواج الابتلاءات تصنعك”، و”إنجازات بسيطة لحياة سعيدة”.