أوفقير مُتهمًا!
أوفقير مُتهمًا!
علمت فاطمة أن أوفقير وبعض زملائه قد خطَّطوا لإرسال طائرات مقاتلة لإجبار الطائرة الملكية على الهبوط وإقصاء الحسن الثاني من منصبه، لكنها رأت أن زوجها قد سئم ما حدث من إجراءات قمع وسياسات خاطئة لكنه لم يرد قطُّ قتل الحسن الثاني أو حتى الانقلاب عليه، بل أراد خلق الشروط اللازمة لتنصيب ولي العهد على العرش، وبعد الحادث استدعى الملك أوفقيرًا في قصر الصخيرات، وترى فاطمة أن زوجها لم يمت منتحرًا إنما تم قتله في هذه اللحظة تحت بصر الملك، فقد اكتشفت في النظرة الأخيرة لجثَّته ثقبًا في صدغه الأيسر وهي تعلم أن زوجها لم يكن يومًا أعسر حتى يُطلق النار على نفسه بيده اليسرى!
بعد تلك الأحداث بأيام قليلة خرج الحسن الثاني مُعلنًا أن أوفقير قد دبَّر محاولة انقلابية فاشلة ضده ثم انتحر، وفُرِضت الإقامة الجبرية على منزل فاطمة أوفقير وأسرتها وتم التحفُّظ على كامل ممتلكاتهم، وبعدها بفترة قصيرة تم نقل فاطمة وأولادها الستة واثنين من رفاقها إلى السجون الملكية المُسمَّاة “حدائق الملك” وقد كانت سجون غير آدمية في قلب الصحراء.
تطرَّقت فاطمة إلى ما عانته خلال كل هذه الأعوام في سجنها هي وأولادها، وقد حكت عن عدد الكتب التي قرأتها الأسرة، وهي الشيء الوحيد التي كان باستطاعتها طلبه من الحراس لتعليم أولادها بعدما رفض الملك أن يُتابعوا دراستهم، وقد حاول الرئيس الجزائري آنذاك هواري بومدين وكذلك شاه إيران والملك حسين عاهل الأردن استقبالها هي وأولادها لكن الحسن الثاني لم يزدد إلا اضطهادًا.
الفكرة من كتاب حدائق الملك: الجنرال أوفقير والحسن الثاني ونحن – شهادة ومذكرات
في يومٍ من الأيام فُوجئ العالم بأن زوجة الرجل الذي كان يومًا ما الرجل الأقوى في المغرب، قد عاشت نحو تسعة عشر عامًا في سجون مظلمة مع أولادها الستة بتوجيه ملك المغرب، وقد خرجت لتحكي معاناتها وتدفع الافتراء عن زوجها كونه عاش بالمغرب قبل استقلاله وكان دائمًا مواليًا لسلطانه، بل وهو أساس عودته إلى الحكم، فكيف تقلَّبت هذه الأحوال وأصبح في يومٍ وليلة قائدًا لانقلاب؟
في هذا الكتاب تحكي الكاتبة فاطمة أوفقير قصتها وحكايتها في سجنها وزوجها محمد أوفقير.
مؤلف كتاب حدائق الملك: الجنرال أوفقير والحسن الثاني ونحن – شهادة ومذكرات
فاطمة أوفقير Fatéma Oufkir: هي ابنة محمد عبد القادر الرجل العسكري في الجيش الفرنسي، وزوجة الجنرال المغربي محمد أوفقير، الذي يُعد شخصية سياسية نافذة في المغرب ما بين نَيْل المغرب للاستقلال وحتى عهد الملك الحسن الثاني، والعالِم بأسرار نظام المملكة المغربية وخفاياه، لذا قامت فاطمة بتأليف كتابها الوحيد “حدائق الملك”، وهي أيضًا أم الكاتبة “مليكة أوفقير” التي أصدرت كتابًا يخص معاناة العائلة في السجون المغربية.