أوضاع البلاد قبيل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
أوضاع البلاد قبيل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
في التاريخ الإسلامي، شهدت منطقة الحجاز حركات علوية معادية للدولة العباسية، وبعد سلسلة من التغيرات السياسية والصراعات وتبادل النفوذ بين العباسيين والفاطميين وأشراف الموسويين والهواشم، استقر الحكم للعثمانيين سنة 923 هـ.
أما المناطق مثل عسير والمخلاف السليماني ونجران فكانت تحت نفوذ أشراف الحجاز، وكان الجهل الديني واضحًا بين القبائل الرحل في هذه المناطق.
وفي شرق الجزيرة العربية، كانت السيادة لدولة القرامطة في القرن الثالث الهجري، وعندما انحسرت قوتهم في القرن الخامس الهجري، استولى عبد الله بن علي العيوني على المنطقة بمساعدة الدولة العباسية.
وعندما ضعف حكم الدولة العباسية، تنقل الحكم بين بعض الأسر، حتى استقرت السلطة في يد أسرة زامل الجَبرِي، وكانت البحرين حينذاك تحت سيطرة الدولة العثمانية.
وبعد فترة من الاضطرابات في حكم العثمانيين، استغل برَّاك بن غُرَير آل حُمَيد -زعيم بني خالد- الفرصة للثورة ضد العثمانيين، واستولى على الأحساء، وأصبح الحكم لأسرة آل حميد حتى القرن الثالث عشر الهجري.
أما منطقة نجد، التي تقع وسط الجزيرة العربية، فكانت واقعةً تحت حكم محمد بن يوسف الذي استولى عليها سنة 253 هـ، وأسس الدولة الأَخَيضرية التي استمرت لمدة مئتي سنة، بعد ذلك أصبحت المنطقة مفككة ومقسمة إلى بلدان مستقلة تحت زعامة قبائل مختلفة.
وكان العلم والدين والقضاء في نجد أمورًا مهمة، إذ كان الناس ينتمون إلى تيارات فقهية مختلفة، وكان المذهب الحنبلي سائدًا في المنطقة.
ومع انتشار البدع الدينية والخرافات، ظهرت الحاجة الماسة إلى حركة إصلاح ديني وسياسي في نجد، وظهر الشيخ محمد بن عبد الوهاب زعيمًا لهذه الحركة.
الفكرة من كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الأول
اعتاد الباحثون والمؤرخون الذين يدرسون تاريخ المملكة العربية السعودية تقسيم تاريخها ثلاث فترات رئيسة، تبدأ الأولى بمبايعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب للأمير محمد بن سعود في عام 1744م، وتنتهي باستسلام الإمام عبد الله بن سعود لإبراهيم باشا في عام 1818م، وتُعرف هذه الفترة بـ”الدولة السعودية الأولى”.
أما الفترة الثانية فتبدأ مع نجاح الإمام تركي بن عبد الله في طرد جنود الحامية التابعة لمحمد علي من نجد في عام 1824م، وتنتهي بانتصار الأمير محمد بن رشيد على الإمام عبد الرحمن بن فيصل في عام 1891م، وتُعرف هذه الفترة بـ “الدولة السعودية الثانية”. هاتان الفترتان تشكلان محور البحث والدراسة في الجزء الأول من تاريخ المملكة العربية السعودية.
أما الفترة الثالثة، التي تبدأ باستيلاء عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على الرياض سنة 1902م، وتُعرف بالدولة السعودية الثالثة، فهي محور حديث الجزء الثاني من هذا الكتاب.
مؤلف كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الأول
عبد الله الصالح العثيمين: مؤرخ سعودي وُلد عام 1355هـ الموافق 1936م في عنيزة بالمملكة العربية السعودية حيث تلقى تعليمه الأولي، تخرج في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة أدنبرة سنة 1972م، وعمل في جامعة الملك سعود عضوًا في هيئة التدريس بقسم التاريخ، وأمضى شطرًا كبيرًا من حياته في السلك الأكاديمي حتى وافته المنية سنة 1347هـ الموافق 2016م، وصُلي عليه في مسجد الراجحي.
اهتم -رحمه الله- بالأدب والتاريخ وله فيهما عدة مؤلفات منها:
عودة الغائب.
نشأة إمارة آل رشيد.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب: حياته وفكره.