أوجه القصور في النظام المالي القائم على الكسب
أوجه القصور في النظام المالي القائم على الكسب
يرى الكاتب أنه على الرغم من التقدم الصناعي الناتج عن اختراع الآلات ووجود غِنى في العالم يكفي الجميع، فإن هذا التقدم لم يصحبه تغير في تفكير الناس، بل استمروا على فكرهم السابق في جمع المال وعدم استثماره، وظهر ما أَطْلق عليهم الكاتب الأغنياء المحدثون، ويشير إلى أن الأغنياء المحدثين هم خليط من مالكي المشروعات الصناعية والمغامرين الماليين، واتصفوا بجمعهم المال وتقتيره، وبأنهم يحتقرون الفقراء ولا يرغبون ولا يتعاونون في تحسين حالتهم، ويؤيدون التعصب الديني والوطني، وكل ذلك ليفرضوا السيادة وينفردوا بالألقاب ويحققوا لأنفسهم الشعور بالأمن، فهم فئة متقاعسة تُنْفق المال وتُحارب الإصلاح.
يَصِف الكاتب النظام الرأسمالي بأنه “مُفكك وخطير” إذ إنه يدفع الأشخاص إلى جمع المال والتنافس في تحصيله باعتباره مُحَددًا لقيمتهم، فيدفع الأفرادَ استخدامُ المال حافزًا إلى مزيد من جمع المال، بدلًا من أن يكون مُشجعًا لهم ومكافأة لإنتاجهم، نتيجة لذلك سيطر المال على الإنتاج وأصبح توزيع القوة الشرائية ظالمًا مقارنة بما يُبذل من جهد في الإنتاج، وتكون تلك القوة لدى الأغنياء ومن ثم يكون بأيديهم توجيه الحياة الاجتماعية، ويؤثرون في العرض والطلب، ويتجهون إلى صرف أموالهم على المُلهيات، وكثير من الأشخاص الأغنياء يرى الكاتب أنهم لا يستحقون ما هم فيه من غِنى بسبب آثارهم السيئة في النظام الاقتصادي، وصرفهم الأموال لتحقيق المتعة أو لإشباع غرورهم أو لحمايتهم، وبما أن الطبقة المتوسطة تمثل الجزء الأكبر من المجتمع، فيمكن أن تكون لها قوة شرائية كبيرة، ويجب أن توضع مطالبها واحتياجاتها في الاعتبار وأن يتم العمل على تلبيتها، ويلعب المسؤولون عن الدعاية والإعلان دورًا في هذا الشأن ليزيدوا من استهلاك الطبقة المتوسطة وإنفاقها المال.
الفكرة من كتاب الأغنياء والفقراء
يتناول الكتاب فصلين من كتاب (عمل الإنسان وثروته وسعادته) الذي نُشر عام ١٩٣٢، ويعرض فيه الكاتب رؤيته للنظام الاقتصادي في ذلك الوقت، وما نتج عنه من أضرار، ويطرح بعض الحلول لمواجهتها متأثرًا في ذلك بنزعته الاشتراكية، ويتناول القضايا الخاصة بالغنى والفقر، والمساواة بين الجنسين، والفروق بين الرجل والمرأة، ونظرة المجتمع إلى المرأة العاملة، وأضرار أن يقتصر عملها داخل المنزل، يتناول كل ذلك من ناحية اجتماعية ونفسية، ويعبر عن آماله وما يرجوه في المستقبل من تحقيق هدف الوحدة الإنسانية وأن يعم الخير على الجميع.
مؤلف كتاب الأغنياء والفقراء
هربرت جورج ويلز، أديب ومُفكِّر، وُلِد في إنجلترا عام ١٨٦٦م، من أسرة من الطبقة المتوسطة، تخرج في كلية العلوم من جامعة لندن، يعتنق المذهب الاشتراكي وكان هدفه تحقيق الوحدة العالمية، وكان يُعبر من خلال أدبه عن استيائه من حاضره وعن مستقبل الإنسان الذي يأمله، ويقدم الحلول لمشكلات عصره، قدم ويلز الكثير من الإنتاج الأدبي الذي تضمن البيولوجيا وقصصًا قصيرة تناولت موضوعات علمية، ومؤلفات في الاشتراكية وفي علم الاجتماع، وقصصًا طويلة يظهر فيها تفكيره في المجتمع ونزعته الاشتراكية.
من مؤلفاته: (آلة الزمن) – (لؤلؤة الحب) – (القَلَنسوَة الأُرجوانية).
معلومات عن المترجم
زكي نجيب محمود، فيلسوف ومُفكِّر مصري، وُلِد في محافظة دمياط عام ١٩٠٥م، حصل على بكالوريوس الشرفية في الفلسفة من جامعة لندن، كما حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من كلية الملك بلندن، والدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عمل بالتدريس في العديد من البلدان العربية والأجنبية، ومنها مصر ولبنان والكويت والولايات المتحدة الأمريكية، وكان عضوًا في لجنة التأليف والترجمة والنشر وغيرها من اللجان والمجالس القومية، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة.
من مُؤلفاته: (أرض الأحلام) – (نحو فلسفة علمية).
من الكتب المُترجمة: (فنون الأدب) – (آثرت الحرية).