أهم عنصر في صناعة السينما
أهم عنصر في صناعة السينما
تخيل لو أن هناك تصويرًا مبدعًا ومؤثراتٍ صوتيةً ساحرةً وإخراجًا عبقريًّا لكن دون قصة جيدة، كيف تبدو الصورة؟ أظنها عقيمة، ففي عالم السينما لا فيلم دون حبكة مميزة، لذا يُعَدُّ السيناريو أهم عنصر من عناصر السينما على الإطلاق.
وقبل التحدث عن السيناريو سنتحدث عن الدراما، لأنها مادة السيناريو.
الدراما كلمة إغريقية تعني الفعل، فهي طريقة للحكي من خلال مشاهد بها شخصيات وحوار وحركة، فهي الوسيط الذي يوصل المعنى، وهي واقع متخيل يتخذ مادته من الواقع الحقيقي، وللفنان حرية استخدام أي قالب للدراما، التقليدي أو غيره مما يبدعه هو، كما أن الهدف من الدراما رؤية جوهر الإنسان المركب وتحليله واستيعابه.
أما عن السيناريو فهو الذي يترجم تلك الدراما، وقد شاع في تعريفه أنه “الفيلم على الورق”، لاحتوائه كل التفاصيل التي ستلتقطها الكاميرا، لذا من اللازم لكاتب السيناريو أن يكون مدركًا تمامًا للفكرة التي يعمل على تحويلها إلى سيناريو، وهذه الفكرة ما تسمى بالقصة، وهي السرد الواضح للأحداث والشخصيات بصورة مباشرة، ويمكن إجمالها في عدة أسطر أو صفحات معدودة، ثم يأتي دور المعالجة وهي مرحلة متوسطة بين القصة والسيناريو، ففيها نسرد تتابع الأحداث، دون تحديد للزمان والمكان، أما السيناريو فهو الصورة النهائية للفيلم، إذ يتضمن الزمان والمكان وطرائق الانتقال بين المشاهد، وللفنان حرية اختيار شكل كتابة السيناريو،
إما التقليدي الذي ينقسم ثلاثة أقسام: التمهيد، والصراع الذي يفضي إلى الذروة، والحل، وإما أنواع أخرى مثل سيناريو الأفلام الشخصية الذي يستهدف رسم الشخصية من جوانبها العاطفية والاجتماعية والنفسية، أو الأفلام السريالية التي تهدم العلاقات السببية وتتعامل مع الأحلام واللا شعور، أو التجريبية التي تحاول رسم العواطف والحالات النفسية، ولا ننسى الحوار الذي يكمل عمل السيناريو من رسم صورة الشخصيات والمشاهد، فهو نصف النَّصِّ ولسانه.
الفكرة من كتاب كيف تشاهد فيلمًا سينمائيًّا؟
كلنا يشاهد الأفلام ويعجب بها، وينجذب إليها، ومِنا من يعيد مشاهدة بعض الأفلام على الرغم من معرفته حكايتها، فما سبب ذلك؟ وما الذي يجذبنا إليها؟
يهيئنا الكتاب من خلال عنوانه للتأمل في العمل السينمائي كما لم نفعل من قبل، فهو لا يعطينا صورة معينة لقراءة الأفلام، بل يأخذنا في رحلة لفهم لغة السينما التي تعبر القارات وتؤثر في الملايين، وما كانت لتكتسب ذلك التأثير لولا امتزاج عناصرها التي تمنحها جاذبية خاصة، فتتكون صورة سينمائية ينجذب إليها الكثير.
فكيف ظهرت السينما؟ وكيف تطورت من مسرح وكاميرا إلى ظهور المونتاج وتَكلم الصورة؟ وكيف نتعامل مع السينما؟ وما أهم عناصرها؟ نجيب عن هذه التساؤلات مع الكاتب، كما نتعرّف صورًا فنية تجعلنا نستوعب الفيلم بصورة أكثر وضوحًا.
مؤلف كتاب كيف تشاهد فيلمًا سينمائيًّا؟
محمود عبد الشكور: كاتب وناقد سينمائي وأديب مصري، ولد عام 1965م، ودرس بكلية الإعلام في قسم الصحافة، كما كان عضوًا في لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو جمعية نقاد السينما المصرية، وشغل منصب نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر.
من مؤلفاته:
ذاكرة الظلال والمرايا “دراسات في أدب محمد ناجي”.
وجوه لا تنسى.
يوسف شريف رزق الله، عاشق الأطياف.