أهمية تقسيم عملية التفكير
أهمية تقسيم عملية التفكير
لا يمكننا أن نقول إن التفكير هو جزء واحد أو صورة واحدة، بل تتعدَّد صوره بحسب ما يسيطر علينا من عواطف أو جمود منطق، أو أفكار سلبية أو إيجابية عمياء، والصحيح هو التعامل مع كل حالة بانفراد، فإذا سألنا أنفسنا ما الذي يجعل الناس يدافعون عن وجهة نظرهم الخاطئة باستماتة أمامك ستجد أنك قد جرحت “الأنا” خاصتهم وهم فقط يحاولون إثبات صحة آرائهم وقوة عقلهم، والانتصار للأنا، وهذه هي الفائدة الأولى لقبعات التفكير؛ أنها تجعلنا نقول رأينا ونناقش بتحضُّر دون تجريح.
والفائدة الثانية: أن تتوافر لدينا القدرة على اتخاذ قرارات وأفعال، وألا ينحصر دورنا فقط في ردود الأفعال، وثالث فائدة هي أن نجد الطريقة المناسبة للطلب من الناس أن يغيِّروا وجهة نظرهم أو يفكروا بإيجابية بطريقة تجعل الأمر هينًا ومقبولًا بالنسبة لهم، كأن أقول لأحدهم عندما يفكر بطريقة خاطئة أن يرتدي مثلًا القبعة الصفراء أو غيرها، وبالتأكيد هناك فائدة أن تزيد المعلومات والمعارف.
وبالتالي تم تقسيم قبعات التفكير إلى ألوان: أبيض- أحمر- أسود- أصفر- أخضر- أزرق، وكل لون له دلالة مرتبطة بوظيفة القبعة، فاللون الأبيض مثلًا للحيادية والموضوعية، واللون الأحمر للعاطفة فهي تمثل الفرح والغضب وهو لون الوجه في هذه المشاعر، واللون الأسود بالتأكيد يدل على السوداوية والسلبية، والأصفر عكسه يدل على الإيجابية، أما الأخضر فهو لون الإبداع، والأزرق هو أعلى لون في السماء وهو المتحكم في كل شيء.
وفائدة هذه الألوان تظهر بالذات عندما تريد أن تدير اجتماعًا أو مناقشة، فبدلًا من أن تقول لأحدهم إن أفكاره جامدة وتحتاج إلى إبداع أخبره أن يرتدي القبعة الخضراء، هذا يجعل الأمر أكثر احترافية ويجعل عقله متهيئًا لهذا الإبداع فورًا.
الفكرة من كتاب قبعات التفكير الست
الإنسان رغم محدودية إمكانياته وضعفه وعجزه، ورغم أنه صغير جدًّا في هذا الكون، فهو يعيش في بيت في بلد هي جزء من قارة هي كذلك جزء من الأرض التي هي جزء من نظام شمسي كبير من مجرة أكبر من عدة مجرات، فالإنسان كائن ضئيل جدًّا، ورغم إدراكنا لحجمنا فالعالم كله مُسخَّر للبشرية لنتعظ منها ونعي قدرة العالم، ورغم أننا جرمٌ صغير فإن العالم الأكبر قد انطوى بداخلنا، وهذا من بديع قدرة الله.
وحتى نستطيع التعامل الصحيح في الحياة يجب أن نفهم الناس ونجاريهم كي نقلِّل من حجم المشاكل التي من الممكن أن نتعرَّض لها “دواؤك فيك وما تُبصر وداؤك منك وما تَشعر” مثلما قال علي بن أبي طالب.
والمقصود من هذه الجملة أن “الأنا” التي بداخلنا هي أصل الشرور والداء، وإن هذَّبناها أصبحت هي الدواء.
وفي هذا الكتاب يأخذنا الكاتب في رحلة لفهم النفس وطرق التفكير والانفعالات وكيفية التحكم في الأفكار والمشاعر.
مؤلف كتاب قبعات التفكير الست
إدوارد دي بونو Edward de Bono طبيب وعالم نفس، ولد في 19 من مايو 1933، في جزيرة مالطا، التي حصل منها على درجة الطب بعد تخرُّجه في كلية سانت إدوارد، ثم حصل على منحة من جامعة أكسفورد ليتميَّز في علم النفس، ثم يحصل على دكتوراه في الفلسفة، وبعدها درس في جامعة كامبردج ولندن وهارفارد، وأسس مركز أمانة الأبحاث الاستعرافية CORT التي استمرت في وضع المناهج التعليمية وتطويرها بناءً على أفكاره.
له 75 كتابًا، تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات وصلت إلى 37 لغة، منها: “كيف تملك عقلًا رائعًا”، و”أريد أن أكون ملك أستراليا”، و”دين جديد”، و”كيف نفكر أفكارًا مبدعة”، و”مناهج دي بونو في التفكير”.. وغيرها.