أهمية المصداقية وحكاية القصص
أهمية المصداقية وحكاية القصص
من الصعب أن تؤثر فكرة ما بالآخرين إذا لم تتحلَّ بالمصداقية، فما الذي يجعل الناس يصدِّقون الأفكار؟
إن العائلة والتجربة الشخصية والإيمان، هي القوى الهائلة التي تجعل الآخرين يصدِّقون، فنحن نصدِّق إذا ما صدَّقت عوائلنا وأصدقاؤنا، ونحن نصدِّق إذا ما قادتنا تجاربنا إلى معتقد ما، ونحن نصدِّق لأن معتقداتنا الدينية تقول ذلك، ونحن نصدِّق السلطات أيضًا!
وبهذا فليس هناك أي طريقة للسيطرة على طرق التصديق، ولن نستطيع إلقاء خطاب يلغي معتقدات الآخ
رين!
ولكننا نميل إلى طريقتين من طرق الإقناع: إحداهما أننا نهتم لما يقوله الخبراء الذين يملكون شهادات معتمدة، كما أننا نميل إلى صف المشاهير والشخصيات ذات السلطة، حيث يمكننا أن نحب الوجبة الفلانية لأن الممثل الفلاني يفضِّلها، بل سنعتقد أنها الأفضل على الإطلاق، وإذا أحبَّت هذه المذيعة ذاك الكتاب، فإننا سنحبه لأننا نثق بتوصيات الذين نريد أن نكون مثلهم.
وإذا ما وجدنا إعلانًا تلفزيونيًّا يخبرنا أن هناك شامبو سيجعل من شعرنا أكثر نعومة، سيكون ذلك أقل مصداقية من الاستماع لصديق يصف تجربته مع شامبو آخر جعل شعره لامعًا وجذابًا، حيث إن الشركة تريد الربح، ولكن صديقنا لا يريد ذلك! إضافةً إلى أن استخدام التفاصيل الحية وتدعيم الكلام بالإحصاءات الواقعية، هي طريق لإثبات المصداقية.
فالناس غالبًا ما تصدِّق الإحصاءات، حيث تعتبر الإحصاءات التي تُدرَس على أرض الواقع مصدرًا للمصداقية، ويكون من الأفضل استخدامها كمدخلات وليس كنتائج، وأن تكون طريقة لدعم وتثبيت أفكارنا وليس للتشكيك والبحث.
إضافةً إلى المصداقية فإن حكاية القصص المتنوِّعة تجذب انتباه الناس مهما كانت أعمارهم، وهي الطريقة المثالية والأكثر فاعلية في التعلُّم، إضافةً إلى ارتباط القصص بعنصري المرح والتسلية، ولهذا فالكثيرون يميلون إلى مشاهدة الأفلام والكتب والبرامج، فنحن عند قراءتنا لرواية ما نشعر بأننا نعيش بداخلها، وإذا ما أخبرنا أحد أصدقائنا عن قصة فإننا نتعاطف معه، ولهذا فإن للقصص نتائج مذهلة للتأثير في الآخرين، لأنها تحتوي عنصر التحدِّي الذي يعد عاملًا لحث همَّة الناس، فبعض القصص تخبرنا أنه مهما كانت العوائق مخيفة يمكننا أن نتجاوز الأزمات والصعاب، فالتحدي في القصص يلهمنا السعي والمثابرة.
الفكرة من كتاب أفكار وجدت لتبقى
إننا نطمح جميعًا إلى ترك الأثر الملموس داخل الآخرين، ولكن.. لماذا ينجح البعض في الترويج لأفكاره وجعلها راسخة في أذهان الناس، ويفشل البعض الآخر؟ هل هناك استراتيجيات أو طرق متَّبعة لجعل فكرتنا أكثر تميزًا وإقناعًا؟
هذا ما يعرضه الكتاب ويجيب عنه.
مؤلف كتاب أفكار وجدت لتبقى
شيب هيث : أستاذ السلوكيات الإدارية في كلية الإدارة بجامعة ستانفورد.
دان هيث: مستشار في مؤسسة ديوك للتعليم المشترك، وباحث سابق في كلية الإدارة بجامعة هارفارد.
من تأليفهما أيضًا كتاب: “الحسم، كيف تتخذ خياراتٍ أفضل في الحياة الشخصية والمهنية“، وكتاب: “قوَّة اللحظات“.
معلومات عن المترجم:
شادي يونس: مترجم سوري، مختص بالترجمة الفورية والتعريب، وقد قام بترجمة عدد من المسلسلات والأغاني، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا.