أهمية القيادة وأزماتها
أهمية القيادة وأزماتها
للقيادة أهمية كبيرة في حياتنا، لأنها ضرورة لضمان حق الضعيف، ولا بدَّ من وجود قدوة لتوجيه الناس وعدم إهدار طاقتهم، ودعم السلوكيات الإيجابية ومدح أصحابها وتشجيعهم، ورسم الخطط وتوظيف الناس في مكانهم الصحيح لضمان كفاءة كل فرد منهم، ومحاولة حل المشكلات المفاجئة ووضع هدف وطريقة للوصول إليه.
ولكن قد تواجه القيادة الصحيحة عدة عوائق، أولها عدم وجود المقومات رغم وجود القرآن والسنة، لكن غاب التطبيق العملي لهما فغابت القدوات والنماذج الحية، وثاني عائق هو عدم فاعلية الأمة الإسلامية وسط الأمم، رغم أننا أمة خُلِقت لتبقى لا لتؤدي دورًا وترحل، بل لتتفاعل وتحلِّل أسباب الأزمات للخروج منها، فالأزمة الحقيقية في قصور التأثير والتفاعل مع المحيطين حتى على المستوى الصغير في الأسرة والمدرسة، فالأب لم يعد يؤثِّر في ابنه التأثير الجيد، لأنه لا قيمة لكل الكلمات والشعارات ما لم نتمثَّلها في أفعال.
والأزمة الحقيقية تكمن في إهمال قيمة القيادة وعدم استشعار ثقلها وحجم المسؤولية وأمانتها، وحب المناصب والنزاعات من أجلها رغم أنها مدعاة للخوف، وهذا يُنتج لنا الأزمة الأخيرة وهي وجود قادة غير كُفء يعانون ضعفًا في الشخصية وعدم معرفة لذاتهم أو لله (سبحانه وتعالى)، وقد كان الفاروق يدعو الله قائلًا: “اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاسق وعجز الثقة”، أي علو الفجار على الأبرار وتقلُّدهم المناصب، لأن الأبرار لا يتقدَّمون للأماكن التي يستحقونها.
ولكن هل تستمر هذه الأزمات؟ أم أن هناك طرائق لتجاوزها؟
إن الإسلام قد وضع لنا محفِّزات لنقوم بدورنا في الحياة ولم يشرع لنا فقط العبادات، فيجب أن نشعر بحقيقة الحالة والمرض الذي أصابنا وأننا أصبحنا سلبيين غير فعالين، والإحساس بالمشكلة هو أولى طرائق الحل ثم صياغة الأمور صياغة إسلامية ثم الاتجاه إلى التخصص، وعلى المستوى الجماعي يجب علينا إحياء دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتعايش مع طبقات المجتمع والاندماج مع العامة ومساعدة الضعفاء، والاتجاه الفعال نحو الأعمال المؤسسية حتى لا تتشتَّت الجهود ويتحقَّق التكامل في المجتمع.
الفكرة من كتاب صناعة القائد
يستطيع أيُّ إنسان أن يُصبح قائدًا، وأن يكون سببًا في التغيير من الفشل إلى النجاح في حياته وفي حياة الآخرين أيضًا، وذلك عن طريق تعلُّم المهارات اللازمة لذلك، فالقادة يُصنعون ولا يولدون.
يعد هذا الكتاب برنامجًا تأهيليًّا وتدريبيًّا للقادة، فيطرح القضايا التربوية والإدارية الخاطئة التي نشأ عليها جيل أدت إلى تدهوره، مقدمًا حلولًا للخروج من هذا التأخر، وأهم الأساسيات الواضحة لصناعة القائد، وكيف ننمي المهارات الإدارية لدى الأشخاص، خصوصًا مع توافر البيئة التي ستؤهلهم للقيادة.
مؤلف كتاب صناعة القائد
طارق محمد السويدان: كاتب وداعية إسلامي، له برامج إذاعية كثيرة اشتهر بها، حيث تناول فيها التاريخ الإسلامي والفكر وتنمية القدرات والأداء، وحصل على البكالوريوس في هندسة البترول من جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة، ثم درجتي الماجستير والدكتوراه في هندسة البترول جامعة تلسا في أوكلاهوما، له كثير من المؤلفات في مجال الإدارة مثل: صناعة النجاح، والقيادة في القرن الواحد والعشرين، كما اهتم بالكتب في الدعوة الإسلامية مثل: مختصر العقيدة الإسلامية، و أسرار الصوم، أسرار الحج والعمرة، وغيرها.
فيصل عمر باشراحيل: كاتب، حاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية بلندن، شارك في عدد من الصحف والمجلات مثل: مجلة شباب ومجلة المجتمع بالكويت وصحيفة البلاد بالسعودية. شارك في مجال التأليف والكتابة مع الدكتور طارق السويدان في إعداد: صناعة النجاح وصناعة القائد وسلسلة صناعة الثقافة.