أهمية أن يكون المرء اجتماعيًّا

أهمية أن يكون المرء اجتماعيًّا
إن التواصل الاجتماعي الصحي والحصول على مكانة اجتماعية يُطلق مزيجًا من الناقلات العصبية في الدماغ، ويزيد كثافة مستقبلات هرمون الدوبامين الذي يعمل على تقليل التوتر، ويُحسن من صحة الجسم، ويقوي جهاز المناعة، ويحافظ على صحة الدماغ ويمنع الخرف في المراحل المتقدمة من العمر، ومن ثم فإن من لديهم روابط اجتماعية قوية أكثر صحة وسعادة من غيرهم، وقد يكونون أكثر مالًا ونفوذًا بفضل شبكتهم الاجتماعية الكبيرة.

وتؤثر بنية الدماغ وكمية الدوبامين المنتج في صفات الشخصية المساعدة على تحقيق الشعبية، ويستخدم البعض طرائق تزيد مستقبلات الدوبامين وتشعرهم بالرضا مؤقتًا، كالاستخدام المفرط للإنترنت، ومشاهدة المواد الإباحية، واستهلاك كثير من السكر والقهوة والأطعمة المصنعة، في حين أن أدمغة الاجتماعيين تفرز كمية مناسبة من الدوبامين بطريقة صحية من خلال التفاعل المستمر مع الآخرين.
وكلما زادت شعبية المرء زاد الاهتمام به، وأصبح أفراد المجتمع أكثر رغبةً في معرفة أفكاره وتحليلها، فيكتسب علاقات متعددة تخدمه في ما بعد، بالإضافة إلى أن كون المرء اجتماعيًّا يُمَكّنه من إدراك عواطفه ومتطلباته بشكل أفضل نتيجة تعامله مع شخصيات مختلفة، ومن ثم يتحسن استيعابه لمشاعر الآخرين وحاجاتهم، ويستشعر المعاني والنيات الحقيقية لهم، إذ إن البعض لا يعلنون عن أفكارهم ومشاعرهم، أو يعبرون عن شيء وهم يشعرون بآخر.
ومن المدهش أنه على الرغم من سهولة الاتصال العالمي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ما يزال البشر يشعرون بالوحدة ومزيج من المشاعر السلبية المختلفة، وربما تكمن المشكلة في افتقاد التفاعل المباشر لتلبية الاحتياجات البيولوجية والتطورية، ويدور الحل حول اكتساب مهارات الذكاء الاجتماعي للتأقلم مع الآخرين وجذبهم، ومن حسن الحظ أن ثمة طرائق عديدة لتحقيق الشعبية والحصول على علاقات بشرية ناجحة.
الفكرة من كتاب فن الذكاء الاجتماعي: كن شخصية مؤثرة، ولديها ثقة بالنفس وحضور اجتماعي مميز
تختلف برمجيات الأدمغة البشرية بعضها عن بعض إلى حد ما، إلا أن الدوافع البشرية الأساسية موحدة بشكل كبير، ومنها حاجة جميع البشر إلى تفاعلات اجتماعية من أجل صحتهم العقلية والجسدية، ومن ثم طوروا عبر آلاف السنين ما يساعدهم على الاختلاط بالآخرين لأغراض الصيد والتناسل والبقاء على قيد الحياة.
ويهدف هذا الكتاب إلى اكتشاف ما يمنح المرء إحساسًا بالانسجام مع الآخرين، ويساعده على تحسين ذاته ورفع مستوى اليقظة والانتباه، كما يهدف إلى معرفة ما يبحث عنه الأشخاص عندما يقيمون بعضهم بعضًا، ويقدم خريطة طريق لتحقيق النجاح الاجتماعي بالاطلاع على دراسات في علم النفس الاجتماعي.
مؤلف كتاب فن الذكاء الاجتماعي: كن شخصية مؤثرة، ولديها ثقة بالنفس وحضور اجتماعي مميز
باتريك كينج: كاتب ومدرب متخصص في التفاعلات الاجتماعية ومهارات التواصل في سان فرانسيسكو وكاليفورنيا، ذاع صيته في منصات ومجلات عديدة مثل: TEDx وNBC News وBusiness Insider، ومن أشهر مؤلفاته:
10 دقائق مع الفلسفة: مختصر أهم ما قدمه فلاسفة العالم.
اقرأ الناس كأنهم كتاب.
تحدث أمام الجميع بجاذبية: تعلم فن الارتجال والحوار الممتع.
معلومات عن المترجمة:
مروة هاشم: مترجمة ومحررة صحفية، درست الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة القاهرة، والترجمة التحريرية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهي عضوة في لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر منذ نوفمبر 2017، نشرت عديدًا من المقالات والحوارات الصحفية في عديد من المواقع الإخبارية والمجلات المصرية، كما صدر لها أكثر من خمسة عشر كتابًا مترجمًا من أبرزها: “عبودية الكراكيب”، و”ترجمان الأوجاع”، و”فن الحياة”.