أهداف القراءة
أهداف القراءة
تحديد الهدف من القراءة بدقة يضاعف النتيجة التي يحصِّلها القارئ، فليست كل الأهداف على نفس المستوى من الأهمية ولا تتطلب نفس القدر من الجهد والتركيز من القارئ، فقد يقرأ الشخص من أجل التسلية وتزجية الوقت، والقراءة أفضل على كل حال من ضياع الوقت أمام التلفاز على سبيل المثال، وهذا النوع يساهم في الحفاظ على عادة القراءة وقد يُلجأ إليها كفاصل للترويح بين القراءات الثقيلة والمهمة، إذ لا يبذل القارئ مجهودًا فيها لأن اختيار الكتب غالبًا ما يكون من الفئة المحببة إلى قلبه.
النوع الثاني من القراءة، أن يقرأ من أجل الاطلاع على المعلومات وتنمية المهارات، وهو شائع جدًّا بين القراء، إذ يتصفح القارئ الكتاب سريعًا ولا يتوقف إلا عند المعلومات التي تلفت انتباهه والمسائل التي يبحث عنها قاصدًا، ومن ثَمَّ فهذه القراءة وإن كانت تزيد في حصيلة القارئ المعرفية إلا أنها لا تكون فكرًا متينًا أو حصيلة معرفية مرتبة يمكن البناء عليها.
النوع الثالث هو القراءة من أجل الكتابة، عندها يركز القارئ جهوده في موضوع واحد محاولًا جمع كل الآراء حوله واستيعابها وتكوين وجهة نظر حول الموضوع، ثم التعبير عنها بالتأليف والكتابة، ومن الفوائد التي تعود على القارئ الذي يسلك هذا النهج أن يكون خبيرًا بالكتب المؤلَّفَة حول هذا الموضوع التي يمكن أن يعود إليها مرة أخرى في المستقبل.
النوع الرابع هو القراءة الاستيعابية، وهدفها توسيع دائرة الفهم والمدرَكَات لدى القارئ، وهي أشق أنواع القراءة وأكثرها فائدة في نفس الوقت، إذ يرتقي القارئ بأفقه محاولًا إدراك الأفكار والمقدمات القابعة وراء السطور المكتوبة، والكتاب المختار لهذا النوع من القراءة يجب أن يشكل تحديًا للقارئ فيكون مستواه الفكري أعلى من مستوى القارئ، ليخرج منه بأكبر فائدة من ناحية الأفكار والعرض والأسلوب على حد سواء.
الفكرة من كتاب قراءة القراءة
قد تكون القراءة من أصعب المهام التي يؤديها الإنسان، وهذا صحيح إلى حد كبير، لما تتطلبه من وقت وتركيز وتفكير، لكنها، في الوقت نفسه، الطريق الوحيد في أحيان كثيرة نحو الترقي والفهم؛ القراءة هي كلمة السر التي تفتح لك مغارات الكنوز في هذا العقل البشري، فهل تستطيع صبرًا؟
في هذا الكتاب يقدم الكاتب خطة عمل تطبيقية لكل مرحلة من مراحل القراءة، من تكوين عادة القراءة إلى العمل والانتفاع بما قرأته.
مؤلف كتاب قراءة القراءة
الدكتور فهد بن صالح الحمود الأستاذ المشارك بقسم الفقه بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم، تولى إدارة مركز البحوث الشرعية بالكلية، وكان عضوًا في مجلس إدارة الجمعية العلمية للمصرفية الإسلامية، واللجنة الشرعية لإعداد مشروع مدونة الأحكام القضائية.