أن نصبح أسياد الطبيعة وملاكها
أن نصبح أسياد الطبيعة وملاكها
في ظل تضخم الرأسمالية والفلسفة الإنجليزية الموحشة، والأغراض الاستعمارية ونهب ثروات العالم، تنبَّه ديكارت الفيلسوف الفرنسي، إلى أنه لا أحد يهتم بالطبيعة ولا علاقة الإنسان بها، وعارض ديكارت الفلسفة الإنجليزية التي لا تعتني بالطبيعة، لكنه وقع في نفس الفخ، فقد انطلق من نفس التصور المنعزل والغربي للإنسان، حين قال مبدأه الشهير: “أنا أشك، إذن أنا أفكر، إذن أنا موجود”، وكانت فلسفته تقوم على فرضية أن الإنسان كائن أهميته أن يفكر، وبذلك فإن ما لا يمكن ترجمته إلى أفكار غير موجود.
وعلى ذلك فتلك الفلسفة كانت مثل كل الفلسفات الأخرى عن الذات، غير قادرة على تكوين حكمة معينة مغايرة عن حكمة الاستسلام لما هو واقع، هذه الفلسفة تتضمَّن أن تطيع القوانين والتقاليد وأن نحكم أنفسنا حسب الآراء الأكثر اعتدالًا والأكثر بعدًا عن التطرف، ونحاول الفوز بالثروة وتغيير رغباتنا، بدلًا من تغيير النظام العالمي، فإن المادية الفرنسية في القرن الثامن عشر استسلمت أمام وهمين هما: الوهم العلمي الذي يفرض على الطبيعة القوانين العلمية التي تعرَّت الآن في لحظة تطور علوم الطبيعة وإثبات عدم صحة القوانين السابقة، والوهم الآخر هو الوهم العقائدي.
وإذا نظرنا إلى مشروع ديكارت وما توصَّل إليه، نجد أنه قد توصَّل إلى هدفه بجدارة، عن طريق تقدم العلوم الطبيعية التي أعطتنا القدرة الهائلة على تدمير تلك الطبيعة، فحدث ما حدث من تخريب والأمثلة كثيرة: القنبلة التي ضربت هيروشيما، والقنابل النووية وثقب طبقة الأوزون نتيجة ارتفاع حرارة الأرض وتدمير الغابات الاستوائية، وإذا استمر العالم في هذا الطريق الانتحاري هل ستكون هناك طبيعة أصلًا تصلح للحياة في نهاية القرن الحادي والعشرين؟
الفكرة من كتاب كيف صنعنا القرن العشرين؟
شهد القرن الماضي أحداثًا متسارعة على نحو كبير بما يشمل حربين عالميتين، وانقلابًا لموازين القوى في العالم وهيمنة قوة كبرى اقتصاديًّا وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وبروز الكيان الصهيوني كإحدى القوى الكبرى في العالم الحديث، لكن كيف حدث هذا التحول الكبير في الموازين خلال القرن العشرين؟
في هذا الكتاب يحاول الكاتب والسياسي الكبير روجيه جارودي أن يجيب عن سؤال كيف تمَّت صناعة القرن العشرين من خلال خبراته وقراءاته الغزيرة خلال حياته.
مؤلف كتاب كيف صنعنا القرن العشرين؟
روجيه جارودي: سياسي وفيلسوف وكاتب وعضو المقاومة الفرنسية، ولد في فرنسا، في السابع عشر من يوليو عام ألف وتسعمائة وثلاثة عشر، وتوفي في الثالث عشر من يونيو عام ألفين واثني عشر، وفي الثاني من شهر يوليو عام ألف وتسعمائة واثنين وثمانين أشهر إسلامه في المركز الإسلامي في جنيف. له عدة مؤلفات منها:
وعود الإسلام.
الإرهاب الغربي.
الإسلام دين المستقبل.
فلسطين مهد الرسالات السماوية.