أنواع النوم
أنواع النوم
في البداية يجب معرفة أن النوم نوعان، ويمكن التمييز بينهما عن طريق التجارب العلمية كتسجيل الرسم الدماغي لنشاط الخلايا العصبية في قشرة الدماغ (cortex)، وأول نوع هو النوم البطيء، وهو الذي يتميَّز بالنشاط الكهربائي شديد البطء للخلايا العصبية للدماغ، ولا تتعدَّى الشحنات الكهربية ميكروفولتًا واحدًا، وتصدرها الخلايا بانتظام كالجيش منظم الخطوات والإيقاعات، وهذا ما يُسمى بظاهرة التزامن، كما أن هذا النوع نفسه ينقسم إلى عنصرين: عنصر النوم البطيء الخفيف، ويتميز بنشاط كهربي أبطأ وتزامن أقل، ويتكوَّن بدوره من مرحلتين: مرحلة أولى تمثل خمسة بالمائة من الليل، ومرحلة ثانية تمثل خمسة وخمسين بالمائة.
ثم نتحوَّل هنا إلى العنصر الثاني، وهو النوم البطيء العميق الذي يمثل المرحلتين الثالثة والرابعة، حيث يقوم الدماغ بتخفيض استهلاكه للطاقة، كما تقوم الخلايا العصبية بتقليل استهلاك الجلوكوز والأكسجين، ويتضح ارتخاء عضلات الجسم، ويصبح التنفس أعمق، وتقل نبضات القلب بانتظام، وحتى الضغط الدموي يخف وتتمدَّد الشرايين السطحية التي تسبِّب ظهور اللون الأحمر الدموي على الوجه ودفء البشرة أحيانًا، يصاحب ذلك ارتخاء الكليتين، مما يعمل على إنتاج الجسم قدرًا أقل من البول عن طريق إفراز الغدد المضادة للتبوُّل.
وذلك يعني أن الأطفال الذين يعانون مشكلة التبول في أثناء النوم حتى عمر مُتقدم ينتجون عددًا أقل من الغدد المضادة للتبول، كما يرسل الدماغ إشارات إلى خلايا الجسم والعظام فيما يتعلق بملف النمو، وهنا يصدق قول أجدادنا عن مدى فائدة النوم الجيد لنمو الجسم والعظام، كل هذا يؤدي إلى أن النوع الأول من النوم، وهو النوم البطيء له فوائد كبيرة أهمها إراحة المخ والجسم وإصلاح الخلايا.
الفكرة من كتاب كيف نحلم؟
ينام الإنسان ويستغرق في نومِه وهو يشبه الميت، حيث لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، وتظل أعضاؤه في حالة من الخمول والارتخاء، ورغم هذا هناك عضو لا ينفكُّ يُدبِّر لنا سيناريوهات عجيبة نعيشها نحن بداخله، فنتحرَّك فيها ولا يُخرجنا منها إلا يقظة مفاجئة، فنُسميها حُلمًا، وسواء اعتبرها الإنسان على مر الزمان رؤية أم رسالة ذات مغزى، فإننا لم نرَ رأي العلم الذي بدأ يتقصَّى خفايا الحلم حديثًا.. يُقدم هذا الكتاب نظرة علمية تجريبية للنوم والحلم، محاولًا الوصول إلى تفسير حقيقي!
مؤلفة كتاب كيف نحلم؟
إيزابيل أرنولف Isabelle Arnulf: طبيبة فرنسية متخصصة في أمراض الجهاز العصبي واضطرابات النوم، وأستاذة علم الأعصاب في جامعة بيير وماري كوري في باريس، ورئيسة عيادة اضطرابات النوم في مستشفى بيتيه سالبيرتير في باريس. من أهم مؤلفاتها:
كيف ننام؟
الفسيولوجيا العصبية.