أنواع المحترقين
أنواع المحترقين
هناك ثلاثة أسباب رئيسة للاحتراق، أولها الاحتراق الناجم عن الضغط الزائد، والذي يُفضِّل فيه الشخص عمله عن ذاته، وينسى نفسه تمامًا مع مرور الأيام، والنوع الثاني هو الاحتراق الناجم عن تدنِّي الروح والتحدِّي، حيث يفتقر الشخص إلى الشغف والمتعة، لذا يصل إلى اللامبالاة، أمَّا النوع الثالث فهو الناجم عن الإهمال الذي يُشعِر الشخص بعدم الكفاءة ويجعله سلبيًّا، لأنه لا يشعر بقيمة نفسه.
ولكن السؤال هنا من هم الأشخاص المُعرَّضون للاحتراق؟ هناك ثلاثة أصناف تتضاعف لديهم نسبة الاحتراق النفسي، أولهم الأشخاص مدمنو العمل، الذين لا يمضون أوقاتهم إلا بالعمل والاجتهاد فقط، وينتج هذا عن ضميرهم الحي وإحساسهم بتأنيب الذات، أو ربما لأنهم يريدون كلَّ شيء بصورة ممتازة!
أمَّا النوع الثاني فهو الشخص الذي يبهج الناس على حساب نفسه، إنه من ألطف الأشخاص الذين ستراهم في حياتك، لأنه لا يحب أن يغضب أحدًا، يقول إيد شيران: “قد لا أستطيع أن أخبرك سرَّ النجاح.. ولكن مفتاح الفشل هو محاولتك أن تسعد كلَّ شخص”، وهذا النوع غالبًا ما يذبل ويُصدم في الناس، وهناك تفسير نفسي لاتباع هذا النمط من السلوك حيث فُسِّر بالخوف من الفشل أو الخوف من الرفض، لأن الشخص يعتقد أنه إذا لم يفعل ما بوسعه ربما سيتركه الجميع، والنوع الأخير هم الساعون إلى الكمال، وهي سمة يتميَّز أصحابها ببذل الجهود المبالغ فيه حتى تكون أفعالهم خالية من العيوب، فإمَّا أن يحقِّقوا الكمال أو ألَّا يحقِّقوا شيئًا، إنهم من أكثر الأشخاص انتقادًا لأنفسهم وللآخرين، فهم لا يرغبون في التعامل مع الفشل ويخيفهم ذلك لدرجة الكوابيس، على الرغم من أن الفشل يمكن أن يكون وسيلة للتطوير والإنتاج الجيِّد!
كما يميل الكماليون إلى التسويف؛ نتيجة لاعتقادهم بأن الشيء لا يمكن البدء فيه إلا إذا كانت الظروف مثالية، يقول جنيفر ريتشي: “إذا انتظرت أن تكون الأمور مثالية، فستمضي بلا أي شيء، هيَّا انهض الآن وابدأ”.
الفكرة من كتاب نادي الاحتراق النفسي
في كثير من الأحيان نشعر أن أبسط المهام أصبحت ثقيلة لا تُطاق، حيث نفقد طاقتنا وفاعليتنا تمامًا، ولا نعلم ما سر هذا الشعور؟ ترى ما الذي حدث فجأة حتى نصل إلى هذه الحالة من الذبول؟
هذا ما يشرحه لنا الكاتب.. وحان الوقت أن نفهم.
مؤلف كتاب نادي الاحتراق النفسي
الدكتور عمرو صالح: مصري الجنسية، وهو مدرس مساعد بقسم الغدد الصمَّاء والسكر بكليَّة عين شمس.
ومن أبرز مؤلفاته: “قواعد الرعب العشرون”، و”هكذا قُتِل زارا”.