أنواع القادة
أنواع القادة
إن ما يجعل القائد قائدًا هو قدرته على مواجهة المحن واستنباط العبر والدروس من المواقف العصيبة، والتعلم الدائم حتى من أقصى الدروس صعوبة، فالقادة يتمتعون بقدرة على مشاركة الناس دروسهم المستفادة، وجعلهم يؤمنون بمعنًى وهدف مشترك، وحتى يتسنى للقائد جمع الناس حوله، عليه أن يتحلى بالنزاهة، ويتميز بصوت مقنع، وقدرة عالية على التكيف، ويكون ذلك بضبط منطق فعله وطريقة تفكيره في ما يمر به.
إذ إن ما يميز الناس بعضهم من بعض هو منطق فعلهم وطريقة تفكيرهم، فينقسم الناس في طرائق تفكيرهم سبعة أقسام: الانتهازي والدبلوماسي والخبير والمنجز والفردي والاستراتيجي والكيميائي، فنجد أن الانتهازي يسعى إلى الفوز بأية طريقة ممكنة ولا يعبأ بالآخرين، فهو يتصف بالتشكك والنرجسية ويرى الآخرين والعالم من حوله فرصًا للاستغلال، فهو حاد الطباع لا يقبل بالتغذية الراجعة ويلقي باللوم على الآخرين، أما الدبلوماسي فلا يصلح لاتخاذ القرارات الحاسمة والضرورية لكونه يميل إلى تجنب النزاعات، لكنه يعد عنصرًا مهمًّا لربط المجموعات، في حين يتمتع الخبير بقدرة على الإدارة من خلال المنطق والخبرة فيعد مساهمًا جيدًا على المستوى الفردي
لكنه سيئ في الذكاء العاطفي واحترام العاملين الأقل منه خبرة، أما المنجز فهو شعلة في تنفيذ الأعمال الإدارية من تحقيق الأهداف وتشجيع العاملين والعمل على عدة مشاريع في آن واحد والاستجابة لطلبات السوق، لكنه مع ذلك يرفض أو يكبح أي طريقة غير تقليدية في التفكير، في حين يتجاهل الفردي القوانين ويعمل بطرائق غير تقليدية، مما يستفز الزملاء والعاملين، أما الاستراتيجي والكيميائي فهما أفضل أنواع طرائق التفكير والعمل، إذ إن الاستراتيجي متعاون للغاية ويربط دومًا بين الرؤية والمبادرة ويتحدى الفرضيات السائدة، ويحدث تغييرًا تنظيميًّا وشخصيًّا، لذا يحدث تحولات على المدى الطويل والقصير، في حين يحدث الكيميائي تغييرات على مستوًى أكبر من حدود الفرد والتنظيم، إذ تشمل تغييراته المجتمع أيضًا، فيعيد تشكيل المؤسسات بطرائق مهمة تاريخيًّا، وذلك مثل ما فعل نيلسون مانديلا.
الفكرة من كتاب عن القيادة
إن الاهتمام بمفهوم القيادة ليس وليد العصر الحديث، إذ كان هذا السؤال مطروحًا منذ عصر أفلاطون، لكن مع حلول القرن الثامن عشر، وبزوغ عصر التنوير والعقلانية ظن الناس أن باستطاعتهم التحكم في مصايرهم من خلال العقل، مما ولد عندهم صورًا وردية جميلة عن قدرة الإنسان وما يستطيع فعله، لكن سرعان ما جاء فرويد وفيبر ليزعزعا تلك النظرة إذ رأى فرويد أن للإنسان عقلًا باطنًا مسؤولًا عن أغلب سلوكياته، وأما فيبر فقد أنكر الشكل البيروقراطي الذي يعتمد على النظم الإدارية الصارمة ورأى أنها أكبر قوة مدمرة للمؤسسات، وطرح القيادة الكاريزمية حلًّا لتلك المشكلة.
وبحلول القرن العشرين، زادت الشكوك حول قدرة الإنسان وقوة عقله، فبدأت البحوث الجادة لاكتشاف سبل القيادة فظهرت نظرية السمات التي تعد أولى النظريات في القيادة، ومن ثم نظرية النمط وغيرها من النظريات، لكن لنقف على دور القائد، وما الذي يجب عليه فعله، علينا أن نجيب عن هذه الأسئلة: ما القيادة؟ وما الصفات التي يتحلى بها القائد؟ وهل هناك صورة مثلى للقيادة علينا تمثلها؟ أم إن الأمر متعلق بالظروف التي يكون بها القائد؟
مؤلف كتاب عن القيادة
كلية هارفارد لإدارة الأعمال: واحدة من أفضل كليات إدارة الأعمال في الولايات المتحدة، مقرها بوسطن التابعة لولاية ماساتشوستس الأمريكية، تأسست عام 1908م، وتمنح درجتي الماجستير والدكتوراه في مجال إدارة الأعمال، صدر عنها عديد من المؤلفات في هذا المجال أهمها:
اضبط وقتك.
قيادة الفرق الافتراضية.
عن اتخاذ القرارات الذكية.
عن التواصل.. الفن الضروري للإقناع.
إدارة الفرق.. حلول الخبراء لتحديات الحياة اليومية.
معلومات عن المترجم:
داود سليمان القرنة: له عديد من الترجمات، مثل:
تعليم الدماغ القراءة.
عن إدارة الذات.
عن قيادة التغيير.