أنهينا العام الثالث وبدأنا الرابع

أنهينا العام الثالث وبدأنا الرابع
يبدأ الطفل في فهم البيئة ومعرفة نفسه، وتبدأ مراحل نمو جديدة تزداد فيها مهاراته وأنشطته الجسدية، يتجه فيها إلى الاستقلال في حياته ويمارس بعض الأنشطة بنفسه، وتكون لديه رغبة في تكوين الصداقات مع الأطفال والاستمتاع باللعب معهم، ويحتاج إلى وجود الوالدين بالقرب لمراقبة تصرفاته، والانخراطُ في مجتمع البيت يسهل عليه الانخراط في المجتمع الكبير بعد ذلك، فمن الضروري تخصيص وقت لقضائه مع العائلة ومشاركة الجميع في نشاط واحد، هكذا يفهم أهمية التواصل الاجتماعي.
ويحتاج الطفل إلى مساحة من الحرية لتحقيق ذاته وتنفيذ ما يريد، فيختار مثلًا لون ما يلبس أو نوعية ما يأكل، وتوجه التعليقات إليه واضحة محددة عادلة وتوضح له الأسباب بطريقة بسيطة، ولا بد من دعم روح مبادرته وترك الفرصة له للتعبير عن رأيه ومشاعره وتشجيعه على الابتكار، فهذا يدعم شخصيته وثقته بنفسه وتقديره لها.
والبيئة تؤثر في تشكيل شخصية الطفل وتطوير مهاراته، فيجب اختيار الأماكن التي يرتادها بحرص، ويستخدم الكلمات للتعبير عن نفسه ويعبر بالجمل من ثلاث كلمات إلى خمس، ولا يجيد الربط بين الكلمات.
ينبغي ترك الطفل حرًّا لممارسة المهارات التي يستطيع ممارستها ولا يُجبر على تعلم مهارة بعينها، كما يجب تشجيعه على النمو الحركي بمساعدته على الجري في الأماكن الآمنة، ولا بد من مراعاة الفروق الفردية بين الأفراد. وينبغي ترك تعقيم كل شيء غير صحي للطفل ليتعامل مع البيئة المحيطة بحرية، ليكوّن الأجسام المضادة للأمراض المختلفة، وكذلك ينبغي مراعاة النظام العام في البيت وتعليمه غسل اليدين وتنظيف الأنف بمنديل وعدم تناول الأشياء من الشارع.
الفكرة من كتاب اسمي طفل: تعرف على احتياجاتي، مشاعري، أساليب التعامل معي
أعظم لحظات الإنسان هي استقباله لمولود جديد، وتأتي هذه الفرحة بمسؤولية كبيرة إلى الوالدين، وتصاحب هذه المسؤولية مشكلات عدة، أكبرها وأكثرها شيوعًا تفسير سلوك الطفل الذي ينتج عنه ردات أفعال غير تربوية، مما يؤثر في نفسية الطفل والمراهق، وقد لا يشعر الأهل بهذا التأثير.
تتطلب التربية السليمة فهمًا سليمًا لنفسية الطفل وتفسيرًا دقيقًا لسلوكياته، والسنوات الست الأولى تلعب الدور الأكبر في بناء شخصية الطفل وتحديد مستقبله، ويجب أن تكون تربيته في هذه الفترة هادفة غير عشوائية، فالعفْوية تؤدي إلى فشل في العملية التربوية.
ولأهمية هذه السنوات ومن أجل عملية تربوية هادفة، يقدم لنا هذا الكتاب منهجًا تربويًّا للتعامل مع الأبناء، ويوضح ما يحدث للطفل في مراحل نموه الأولى.
مؤلف كتاب اسمي طفل: تعرف على احتياجاتي، مشاعري، أساليب التعامل معي
أحمد محمد عبد الله الشيبة النعيمي: حاصل على ماجستير علم النفس التربوي التطبيقي، باحث ومدرب تربوي وعضو الجمعية الأمريكية لعلم النفس، يعمل في تصميم برامج إعداد وتأهيل المرشدين التربويين وفي الاستشارات التربوية، كما يعمل مقدمًا ومعدًّا لعديد من البرامج التربوية.





