أنماط التعلُّم
أنماط التعلُّم
كما ذكرنا سابقًا فإن على المُربِّي أن يتحلَّى بالذكاء التربوي الذي يجعله يتعامل مع أطفاله بذكاء ومرونة أكثر، ما يجعل نتيجة تعليمه أي شيء أو تربيته على قيمة ما باهرة، لذا عليه أن يتعرَّف على أنماط تعليمية تُميز عملية تربيته لأطفاله، هذه الأنماط تتعدَّد إلى أنماط بصرية وسمعية وحسية، والأطفال تتنوَّع فيما تُفضِّله من هذه الأنماط، لذا تعرَّف أولًا على النمط المفضَّل لطفلك في تعلُّمه وبادِر في تعليمه بهذا النمط، أول تلك الأنماط النمط البصري، والطفل صاحب هذا النمط سريع الكلام والحركة ويُلاحظ التفاصيل بشدة، كما يتأثر كثيرًا بالرؤية البصرية وبكلمات مثل (انظر، رَه، شاهد، تخيَّل) وهكذا، لذا عند توصيل المعلومة إليه استخدم الصور والفيديوهات، والأسلوب الحركي البصري، وكذلك الألفاظ البصرية والأنشطة اليدوية والكتب الملونة وبها صور بجودة عالية، حتى يحبها ولا ينفر منها، فالأطفال يحبون النبرة الحماسية في الحديث لا البطء، فهم يملُّون سريعًا، فاجعل تشجيعك لهم لفظيًّا، مثل: ستكون من أفضل الملتزمين بصلواتهم بإذن الله، ونشِّط ذهنه بالخيال، مثل قولك له: تخيَّل ما هو شكل بيتك في الجنة.
ثانيًا النمط السمعي، وفيه يتأثر الطفل بما يسمع من كلمات مثل: “أسمعك جيدًا، وأتفهَّمك”، فهو يتأثر بنبرة الصوت، ويحب الصوت الهادئ والأماكن المفتوحة والاستماع للأصوات الجميلة، ويقوم بتحليل الأمور، لذا يحب الحديث الذي يدعمه كلام منطقي، ويحب أن يُنصت إليه جيدًا، وأن تُفهَم وجهة نظره بهدوء، لذا ابتعد عن الصراخ في وجهه أو الكلام معه بنبرة عالية أو غاضبة، واستخدم وسائل تعليمية مثل الأناشيد والألغاز والمسابقات والمناقشة من خلال القراءة والعبارات السمعية المنطقية والأسلوب غير المباشر في توصيل المعلومات لأن الطفل صاحب هذا النمط لا يحب الإجبار، وثالثًا النمط الحسي، وفيه يتأثر الطفل صاحب هذا النمط بنوع الكلمة وبخاصةٍ الحنونة مثل: (يحب، ويشعر) ويربطها بأحاسيسه، فهو يحب اللمسات الدافئة والجلسة المريحة في مكان نظيف وهادئ، فصاحب هذا النمط يسهل امتلاك قلبه بكلمات طيبة، وقد يكون الطفل يملك أكثر من نمط، فحاول فقط اكتشاف أكثر الأنماط المؤثرة فيه وتعامل معه، واستخدم أكثر من أسلوب حتى لا يُصاب طفلك بالملل.
الفكرة من كتاب كيف تجذبين طفلك للصلاة
الصلاة عماد الدين، وهي ركيزة أساسية في حياة المُسلم، لذا فهي بذرة واجب غرسها في قلب وعقل الطفل المسلم منذ الصغر بأساليب تربوية إبداعية، لأن عقل الطفل عبارة عن لوحة فارغة، وأنت الفنان الذي ترسم بريشتك فيها كما تحب، فإذا أردت إنتاج لوحة خلَّابة عليك الاجتهاد فيها واختيار ألوانها المناسبة، ولأن أفضل أنواع التربية هي التربية عن طريق الربط الإيجابي، فعلى الأمهات والآباء وضع خطط إبداعية لتحبيب أطفالهم في القيام بفريضة الصلاة على أكمل وجه وانتظام منذ بداية إدراكهم، وتعويدهم على العبادات الإيمانية، وربطهم بمعانيها، ويجب أن يجتهد الوالدان في ذلك ويضعان خطة، فلن يكون طفلك ناجحًا في حياته إلا بالصلاة وأيضًا في الآخرة، وعليهم أن يغرسا حب الدين في قلوب أطفالهما، لذا جاء هذا الكتاب ليكون تذكرة للوالدين على جذب أطفالهم إلى الصلاة، وكيف يتعاملون مع أطفالهم لو لم يصلُّوا، لأنهم أمانة ومسؤولية أمام الله (عز وجل).
مؤلف كتاب كيف تجذبين طفلك للصلاة
رضا الجنيدي: كاتبة متخصصة في مجال الأسرة وداعية إسلامية، ومدرِّبة معتمدة من جامعة القاهرة، حاصلة على ليسانس آداب قسم علم نفس، وتمهيدي ماجستير، ومسؤول قسم تطوير المرأة والطفل بجمعية مجيب السائلين الخيرية، ومستشار نفسي وتربوي بشبكة الألوكة، ولديها عدة كتيبات صغيرة منها: “الشرح التربوي والتعليمي لقصة سميَّة بنت خياط للمراهقين”، و”فنون الحب في الإسلام”، و”ما لا يدركه الرجال وتحتاجه النساء”.