أنماط التعلم.. ترويض المخ
أنماط التعلم.. ترويض المخ
يولد الطفل بالقدرة على استخدام نصفي مخه بصورة متزنة لكن البيئة والتعود يلزمانه باستخدام أحدهما فقط، فمثلًا يعتمد الغالبية على استخدام النصف الأيمن من الجسم ويعتبرون النصف الأيسر مجرد مساعد، وهذا يقلل الكفاءة التي بإمكان المخ تقديمها، أما المبدعون فهم الذين استطاعوا ترويض أجسامهم لاستخدام نصفي المخ معًا، مثل: الملاكم محمد علي كلاي الذي استطاع استخدام كلتا يديه في الملاكمة، فلا يعرف الخصم من أيهما ستأتي الضربة، ومايكل أنجلو الذي استخدم كلتا يديه في النحت، فمعرفة الطريقة التي يعمل بها مخ الطفل تمكنك من رفع كفاءته وتحفيز ذكائه.
وتختلف كذلك أنماط التعلم التي يستقبل بها الأطفال المعلومات الجديدة، ومعرفتها مفيدة جدًّا في اختيار الأسلوب الذي يناسب الطفل، فهناك نمط المتعلم البصري الذي يحتاج إلى رؤية تعابير الوجه ولغة الجسد ليفهم بشكل أفضل، وهذا النمط يتذكر ما يقرؤه ويكتبه ويميل إلى الهدوء كما يفقد تركيزه عند الاستماع لفترة طويلة، وهناك نمط المتعلم السمعي الذي يميل إلى المناقشة والاستماع إلى ما يقوله الآخرون، ويدقق بنغمة الصوت وحِدَّته وسرعته ويفقد انتباهه في المواقف التي يسودها الإزعاج، كما يصعب عليه اتباع التوجيهات الكتابية، وهناك نمط المتعلم الحركي الذي يحتاج إلى فعل الأشياء بيديه ويواجه صعوبة في الجلوس بهدوء، وهذا النمط لا يُستحسن إجباره على الجلوس في أثناء المذاكرة، لأن استيعابه في أثناء حركته يكون أفضل، ويمكن معرفة نمط الطفل من خلال تجربة استراتيجيات متعددة من التعلم تعتمد على أنماط مختلفة وملاحظة أيها أتى بنتائج أفضل.
وبعد أن علمت أنماط التعلم التي يستوعبها الطفل عليك أن تبحث عن نقطة قوته وتنميتها، فالأشخاص ليسوا كأسنان المشط، فمنهم من يملك القدرة على التفكير بمنطقية ومنهم من يملك القدرة على التحدث أمام الجمهور وهكذا، لذلك يجب دراسة أنواع الذكاءات المختلفة وشرحها للطفل ليعرف ما يميزه ويتقبل نقاط الضعف لديه.
الفكرة من كتاب كيف تربي مبدعًا؟
طالما حمل الوالدان على عاتقيهما مسؤولية إنشاء طفلهما على أسس ومبادئ سليمة، لكن الجهل بالسبيل إلى تلك النتيجة دفع بعضهم إلى اعتبار الطفل مملوكًا لا يحق له من الحرية إلا ما يقرره والداه، وذهب بعضهم إلى ترك الحرية المطلقة فنشأت أجيال بلا هوية، وذهب آخرون إلى تناسي كونهم قدوة ووضعوا أحلامًا وردية عن مستقبل أبنائهم المشرق في حين كان حاضرهم كظلمات في بحر لجيّ!
لذلك جمعت الكاتبة خبرتها في مجال التربية الحديثة وطرحت أفكارًا عملية للوصول إلى مستوى التربية المتوافق مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وقد تركت مساحة للتخطيط بعد كل فكرة طرحتها ليستخدمها الوالدان في تطبيق تلك الفكرة بما يتناسب مع شخصية طفلهما.
مؤلف كتاب كيف تربي مبدعًا؟
خلود خليفة: خبيرة بالتربية الإيجابية وشؤون الطفل، تهتم بالأساليب التربوية الحديثة التي تسهم في تنمية ذكاء الطفل، ولها عديد من المؤلفات منها:
أبناء كما نريدهم ومربون كما يريدوننا.
بلا حدود.