أنسنة العلامات التجارية وتسويق المحتوى
أنسنة العلامات التجارية وتسويق المحتوى
سبق أن تناولنا النهج البديل للمحادثات، ولكننا لم نتطرَّق إلى آلية تطبيق هذا النهج، وهنا نتكلَّم عن كيفية تطبيق فكرتين من الأفكار الأربع: أنسنة العلامة التجارية، وإثارة الفضول.
أما أنسنة العلامة التجارية أو التسويق الإنساني فأمر يهمله كثير من المسوِّقين في العصر الرقمي رغم حاجة الزبائن إليه، ففي الواقع يحتاج الزبون إلى علامة تجارية ودودة قابلة للنقد تقرُّ بعيوبها وتنأى بنفسها عن ادِّعاء المثالية، مما يقلِّل من حدة خوفه من التعامل مع العلامة، ويمكن ذلك فعليًّا بالاستفادة من علم الأعراق البشرية الرقمي (Ethnography) في الكشف عن تلك المخاوف والرغبات ومن ثم العمل على معالجتها، وكذلك بالإصغاء الاجتماعي لرصد كل ما يُقال عن العلامة التجارية على الإنترنت بهدف تقييم تسويق المحتوى وتحديد الفئات المهتمة بالشراء، وهناك ست صفات للعلامات التجارية الإنسانية: أول صفة أن تتمتَّع بعوامل جذب مادية من هوية تجارية وتصميمات متميزة، والصفة الثانية أن تتسم بالعقلانية والمنطقية من خلال التفكير المتجاوز لما هو عادي وكذلك الإبداعية في الحلول، أما الثالثة فهي: أن تكون علامة اجتماعية متفاعلة مع الزبائن إلى حدٍّ كبير، ورابع صفة حضور الجانب العاطفي بقوة في نسقها وتعاملاتها، ويمثل كلٌّ من القوة والأخلاق صفتين أُخرَيين للعلامة التجارية المؤنسنة.
وبخصوص إثارة الفضول عند الزبائن فيمكن أن يُسوَّق المحتوى لهم حتى لو لم يكن يدفعهم بالضرورة إلى الشراء، فمن الممكن أن يعرِّفهم ذلك المحتوى علامتك التجارية ما دام المحتوى مرتبطًا بمجال شركتك، وهذا ما فعلته شركة (Hipmunk) في مجال السفر، إذ تقدِّم مجلة تحتوي معلوماتٍ وثيقة الصلة بمجالها، ولتسويق المحتوى بصورة جيدة فيُشترط على الترتيب: تحديد الأهداف من الحملة التسويقية جيدًا، ثم تحديد الجمهور ومواصفاتهم، ثم خلق فكرة المحتوى والتخطيط له، وبالتالي تحديد من يقوم بذلك، وبعد ذلك يتم توزيع المحتوى على القنوات المُرادة، وتأتي بعدها عملية تضخيم المحتوى بإيجاد التفاعل بين المحتوى والجمهور، أما ما يلي ذلك فيتعلَّق بتقييم التجربة وتحسينها ومعالجة الإخفاقات التي كانت فيها.
الفكرة من كتاب التسويق 4.0: الانتقال من التسويق التقليدي إلى الرقمي
لأول وهلة قد يظن القارئ أن التسويق 4.0 هو الاكتفاء بعنصر التكنولوجيا بديلًا عن الإنسان في عالم السوق، ولكن ذلك ليس صحيحًا، فقد كان التسويق 1.0 مرتكزًا بشكل أساسي على المنتج، ثم جاء التسويق 2.0 ليتحوَّل عن المنتج إلى الزبائن، وبعد ذلك كان التسويق 3.0 الذي ارتكز على الإنسان بدلًا من الزبون فكان ذلك تحولًا مهَّد الطريق إلى التسويق 4.0 الذي يطرحه الكتاب، فما تلك الفرضية التي يقوم عليها التسويق 4.0؟ وكيف يمكن للمسوِّقين تطبيقه؟ وبأي أدوات يُقاس مدى نجاح عملية التسويق؟ هذا ما يعرفنا عليه هذا الكتاب.
مؤلف كتاب التسويق 4.0: الانتقال من التسويق التقليدي إلى الرقمي
فيليب كوتلر Philip Kotler: عرَّاب التسويق الحديث، وبروفيسور التسويق الدولي في جامعة (نورث ويسترن)، صُنِّف واحدًا من المفكرين الستة الأكثر تأثيرًا في مجال الأعمال، وحاز العديد من الجوائز.
هيرماوان كارتاجايا Hermawan Kartajaya: أحد الخمسين معلمًا الذين شكَّلوا مستقبل التسويق وفقًا لمعهد التسويق المهني في المملكة المتحدة، ومؤسس شركة (Markplus.Inc).
إيوان سيتياوان Iwan Setiawan: كاتب ومهتم بمجال التسويق.