أنت لست وحدك
أنت لست وحدك
هناك في الألعاب نظرية تسمى “النظرية المهيمنة”، فهي وصف لموقف تنافسي يجد فيه اللاعب أن قراره لا يعتمد على ما يفعله الآخرون، والواقع أننا لا نعيش وحدنا في هذا العالم، فالقرارت التي نتخذها تؤثر في الآخرين، كقرار التصويت في الانتخابات.
ومن الأمثلة التي توضح مشكلة القرارات المتعدية (التي تعتمد فيها على الآخرين) نموذج “معضلة السجينين”. لنتخيل أنه ألقي القبض على “جيري” و”كريث” للاشتباه بهما في جريمة شنعاء وكل منهما تم احتجازه في زنزانة فردية، والشرطة والمدعون على يقين من أنهما من ارتكبا هذه الجريمة، ولكنهم غير مقتنعين بقدرتهم على إثبات ذلك لهيئة المحلفين، فكان الحل عرض صفقة على كل منها (المشتبه بهما) وكانت كالتالي:
إذا استمر كلاهما بادعاء البراءة في المحكمة فسوف نقوم بإثبات تهمة أقل عقوبة من المفروضة عليهما بالسجن لمدة عامين، أما إذا اعترف كلاهما وأبدى الندم فسيتم فرض عقوبة 5 سنوات على كل منهما، وفي حال اعترف أحدهما دون الآخر فالمُعترف سيأخذ 30 يومًا أما المستمر في الإنكار فسيحصل على 10 سنوات. القرار أصبح صعبًا، إذ إن قرار أحدهما سيؤثر في الآخر، وعدم إمكانية تواصلهما معًا تجعل كلًّا منهما يبحث عن الطريقة الأنسب للخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر مع وضع قرار الآخر في الاعتبار.
فنجد أن القرارات الجماعية تعد أصعب في جوهرها من القرارات الفردية، فالآليات التي تُصنع بها القرارات الجماعية تخضع للتلاعب والخداع كما يحدث في الانتخابات، فإننا لن نجد وسيلة محصنة من هذا الأمر، كما أنه لا يمكن إيجاد طريقة تخلو من العواقب غير المرغوب فيها، كما في نظرية أرو التي تعمل على تحويل التصنيفات الفردية إلى جماعية.
ومن المشكلات التي تحدث نتيجة القرارات الجماعية عندما يتم فصل صناع القرار عن المستفيدين منه، كما يحدث في التمثيل بلا ضرائب، فإيكال القرار إلى أشخاص لا يدفعون الضرائب يجعلهم يرتكبون أمورًا حمقاء تؤثر فينا نحن دافعي الضرائب، وكما في هيئات المحلفين التي في الغالب تتكون من أشخاص لا يعلمون شيئًا عن القضية المطروحة وليس لهم علم متعلق بها، وقراراتهم لا تؤثر فيهم، فيمكنهم اتخاذ قرارات دون التفكير بمنطقية طالما أنه لا يكلفهم شيئًا.
وكما يقول الكاتب: “إننا نزداد استعدادًا لتنظيم الطريقة التي يعيش بها الآخرون طالما أن هذا يتم دون تكلفة لمعظمنا”.
الفكرة من كتاب لماذا تعتمد على الحظ؟ فن وعلم اتخاذ القرارات الصائبة
إن الحياة مليئة بالقرارات التي علينا أن نتخذها بداية من القرارات البسيطة، كماذا علينا أن نتناول على الإفطار، إلى أهم القرارات، كاختيار شريك الحياة والمشاركة في الانتخابات وادخار المال أم إنفاقه الآن، كل هذه القرارات تجعلنا نفكر هل حدوث أمر جيد أو سيئ نتيجة لهذا القرار الذي قمنا به يرجع إلى الحظ؟ وهل هناك أساليب يمكن لها أن تحسن من عملية صنع القرار؟
يُجيب الكاتب هارولد عن هذه الأسئلة وأكثر، فكن مستعدًّا لرحلة فكرية تنمي مهاراتك في اتخاذ قرارات أفضل.
مؤلف كتاب لماذا تعتمد على الحظ؟ فن وعلم اتخاذ القرارات الصائبة
هارولد دبليو لويس: هو أستاذ جامعي وفيزيائي سابق بقسم الفيزياء بجامعة كاليفورنيا، كما أنه زميل للجمعية الفيزيائية الأمريكية. انضَمَّ إلى المجلس الاستشاري الأكاديمي التابع لمؤسسة سياسات الاحترار العالمي في أواخر عام 2010م. ومن مؤلفاته:
-Technological Risk
-Picturesque Muscatine, a Booklet Descriptive of the Pearl City
معلومات عن المُترجمين:
نهلة الدربي: تخرَّجت في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة عام ١٩٩٥م. حصلت على دبلوم الترجمة من جامعة القاهرة عام ٢٠٠٤م. ترجمت العديد من الكتب في مختلف المجالات لشركات ودور نشر عدة منها: كتاب “الهروب” وكتاب “حياتي العزيزة” للكاتب أليس مونرو.
شيماء طه الريدي: تخرَّجت في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، جامعة عين شمس، عامَ ٢٠٠٠م. بدأت العمل في مجال الترجمة منذ عام ٢٠٠٣م بإحدى دُور النشر المصرية الكبرى. ترجَمَت العديد من الكتب منها: “كتيب البروستاتا”، و”لا تقدِّم العرض الأول أبدًا”، و”الصحة والعلاج”.