أنت لست على صواب دائمًا

اخلع نظارتك الاجتماعية التي يشوبها الخلل، فأنت بلا شك قد مررت بتلك اللحظة التي رأيت فيها المحبوب أو القريب منك شخصًا خاليًا من العيوب، وعلى هذا تكره خصمك وخصمه وترى أن ذلك الخصم قد أُوتي من كل شرور العالم، وانتبه أن المرء منَّا إذا قيَّم نفسه فإنه يقيِّمها وفق نواياه، في حين أنه عندما يقيِّم الآخرين ينظر إلى أفعالهم دون وضع اعتبار لمعيار النوايا، وأن تعرف قيمة الإنصاف وأهمية تقديم الأعذار قبل أن يطالبك بها أحد، ولا تبنِ رأيك على نصف معلومة، بل تحرص على معرفة الصواب ولو كان في غير صالحك.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

قبل أن نغوص في أعماق قانون “المجاملات”، فهناك قصة للرسام الأمريكي “بنجامين ويست” الذي يحكي أنه لما كان طفلًا صغيرًا استغلَّ عدم وجود والدته وشرع في رسم أخته بالحبر وقد تلطَّخ كل شيء بالغرفة، وعندما وصلت الأم التي لم يرُقها هذا المشهد وقبل أن تشرع في توبيخه، إذا بها ترى رسمه فتنسى كل الفوضى وتقول له: “يا لها من صورة رائعة لشقيقتك”، ثم تطبع قبلة على خده، ويقول “ويست” عن هذه الواقعة: “هذه القبلة جعلت مني رسامًا”، هل فهمت ما نعنيه؟

كم شخصًا كان في أشد الحاجة إلى كلمات بسيطة تأتي من مجاملة صادقة متزنة لسلوكٍ وموقف يظهر فيه اللين والتغافل بدلًا من اتخاذ منصب المسؤول الأعلى عن العالم والحُكم على الآخرين، واعلم أن الناس تحترم وتنقاد لمن يؤمن بها، الناس تحب أن تراهم ناجحين متميزين وتعاملهم على هذا الأساس، كما أن من المهم جدًّا أن تهوِّن عثراتهم، فلا تهوِّل الخطأ وتُعظِّم الزلَّة، وتذكِّرهم برحمة الله التي هي أكبر من أي شيء.

يقولون إن المرء اجتماعيٌّ بطبعه، لكننا نشكِّك في ذلك نظرًا إلى ما نصف به أنفسنا من بعض الانطواء أو عدم استطاعة فتح الحوار وتوصيل الرأي والفكرة، وامتلاك تلك الكاريزما التي تلفت انتباه السامعين، والفردُ منا مهما اختلف مجال عمله وبيئته فهو في حاجة دائمة إلى أن يكون ذكيًّا اجتماعيًّا، يعرف كيف يتحدث فيأسر القلب قبل الأذنين، ويستثمر في الناس ويُدخل فكرته معتمدًا على استراتيجية بدأها رجلٌ فضمن استمرار دعوته، وهذا الرجل هو النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهنا نعرف تلك الاستراتيجية.

كريم الشاذلي: هو مؤلف ومحاضر في التنمية الذاتية، ومدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، حاصل على درجة البكالوريوس في الإعلام بجامعة القاهرة، وتُرجمت كتبه إلى عدة لغات كالإندونيسية والماليزية والكردية، ومن أبرز مؤلفاته:

إلى حبيبين.

ما لم يخبرني به أبي عن الحياة.

كم حياة ستعيش؟

امرأة من طراز خاص.