أنا وأنت بخير!
أنا وأنت بخير!
بعض المباريات السيكولوجية التي يلعبها الآخرون خاطئة مع أنفسهم أو مع الآخرين وتتسبب لهم بالضرر الكبير، كالشخص الذي يتصيّد الخطأ للآخرين ليثبت لنفسه أنهم ليسوا بخير! وأنهم ليسوا جيدين، لذا نراه يستهدف غيره، فهو يتغذى على استكشاف عيوب الآخرين.
وهناك أشخاص آخرون يقومون بمباراة أخرى ليثبتوا أنهم بخير ما داموا بعيدين عن الناس، فنجد الشخص منهم يريد أن ينجز أي شيء دون أن يقترب منه أحد، لأنه يعتقد أن غيره يعطله أو يعرقله أو يوتّره، وقد يكون الحل لحالته فعلًا هو عدم الإشراف اللصيق له.
وهناك مباراة أخرى وهي مباراة (لولاك لكانت)، وهي التي يستخدمها الشخص ليسقط المسؤولية على الآخرين وعلى الأشياء من حوله، حتى يتخلص من مشاعره السلبية.
والبعض يلعب دور الشمعة التي تحترق، ويلتزم بعمله لدرجة مبالغ بها، فنراه موجودًا دائمًا في مقر عمله ومهدرًا لكل طاقته في العمل، لأنه يغرق في انشغاله بكل جدية، ومع الأسف فهو لا يكتشف هذا الاحتراق إلا متأخرًا! ولديه اعتقاد بأنه لن يروّح عنّ نفسه أبدًا، وإلّا فإن الأمور ستنهار.
وهذا الإنسان المتفاني بالتأكيد مخلص ولكن خير الأمور أوسطها، ومباراته السيكولوجية الداخلية قائمة على قاعدة: “أنا وحدي بخير”، لذلك فأنا أنجز كل شيء وأنا الكفء لهذا العمل! وهذا الشخص غالبًا لا يعطي فرصة لآخرين في التقدّم وإثبات جدارتهم.
وهناك مباراة أخرى معروفة وهي مباراة الشخص الذي يعيش موقف الضحيّة، وهو الذي يرى نفسه مظلومًا دائمًا ويشعر بالأسى على حالته ويدعم بداخله النظرات السلبية لذاته ثم يميل إلى الانطواء.
وعلى العموم، فنحن نحتاج إلى تفهم ذواتنا ودعم مشاعرنا الإيجابية، لكي نتفاعل معها ونتعايش مع الآخرين بشكل سوي، وأن نجعل سلاحنا داخل أنفسنا، فللأب والأم مسؤولية كبيرة نحو الأبناء في بناء شخصياتهم واكتشاف نقاط قوتهم وضعفهم، فالطفل بحاجة إلى الاحتضان والتشجيع والحنو، لكي يرى نفسه بخير ويرى الآخرين بخير ويكون شعاره السوي: “أنا بخير، والآخر بخير”.
الفكرة من كتاب مباريات سيكولوجيّة
يتحدّث الكاتب في كتابه عن ثلاثة أنواع للذات التي توجد بداخلنا، أولها: الذات الوالديَّة التي نتصرّف بها بناء على تأثرنا في السنوات الأولى بالشخصيات الوالديَّة والتي يرمز لها عادة بالرمز (واو)، والذات الثانية: ذات الطفولة التي تتحيز للانفعال والمشاعر والأحاسيس، ويرمز لها بالرمز (طاء)، وأخيرًا.. ذات البالغ التي يكون فيها تفكير الشخص رشيدًا موضوعيًّا، ويرمز لها بالرمز (باء)، هذه الذاوات هي التي تحرك كل شخص فينا وتفسر تصرفاته، وهذا ما سيبينه لنا الكتاب بالتفصيل.
مؤلف كتاب مباريات سيكولوجيّة
عادل صادق عامر عبد الله: طبيب نفسي ألَّف كثيرًا من الكتب في علم النفس، ولد في 9 أكتوبر عام 1943، وتوفي في 14 سبتمبر 2004، وحصل على زمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وزمالة الكلية الملكية للأطباء النفسيين بلندن.
من أبرز مؤلفاته:
مشكلات عاطفيّة.
في بيتنا مريض نفسي.
حكايات نفسيّة.
روعة الزواج.