أنا وأنتِ
أنا وأنتِ
وجود الحب بين الجنسين والميل العاطفي أمر فطري وضعه الله في بني آدم استبقاء للنوع الإنساني ولتلبية الاحتياجات الجنسية، لذا شرع له ضوابط ووضعه في إطار شرعي متمثل في الزواج ومقدماته، وللأسف يتحرَّج البعض من الحديث في مثل هذا الشأن، ما يوقعنا ويدخلنا في متاهات وعلاقات محرمة أو مشرعنة بشريعة الهوى أو الغرب، إلا إننا حين ننظر إلى الزواج وما يحيطه من مسؤوليات مادية ونفسية وحقوق وواجبات نجده منظومة متكاملة مراعية لكلا الطرفين، بل وللمجتمع أيضًا.
ونجد هنا من يطرح سؤالاً أو إشكالًا يتمثَّل في ضرورة وجود الحب والتعارف المسبق قبل الزواج لغرض نجاحه، والناظر إلى الحالات والتجارب بشكل عام يجد أن هذا غير مشروط بالطبع، بل وكم من زيجات فاشلة سبقتها قصة حب وتعارف طويل، وكم من زيجات ناجحة بدأت بتعارف بسيط شرعي سواء كان بترشيح أو بقرابة أو جيرة أو تعامل مشروع في حدود العمل أو الزمالة، نعم قد يوجد الحب قبل الزواج لكنه ليس معيارًا ولا مقياسًا لنجاح الزواج، ففي الزواج يظهر نتاج ذلك الحب أو الإعجاب في السلوك اليومي الذي يصدِّق ذلك الحب أو يكذبه، ولا بد أن تتوافر إلى جانبه عوامل هي أقوى منه في الحكم على إمكانية نجاح أو فشل هذا الزواج، منها التقارب العمري المعقول، ويفضل أن تكون الأنثى أصغر سنًّا من الذكر للاعتبارات الصحية، وأيضًا من ذلك التكافؤ الاجتماعي بين العائلتين، حيث تنتقل الأنثى من بيئة إلى بيئة أخرى جديدة كليةً، لكن كلما كانت ظروف بيئة الرجل مقاربة لبيئة المرأة بل وأفضل كان ذلك أكثر راحة وطمأنينة لها، بخلاف الانتقال إلى بيئة أقل في المستوى الاجتماعي، وكذلك درجة التديُّن ومدى وجوده وحضوره في حياة الشريك ومدى تقبُّل الشريك الآخر له، فإذا كنا متقاربين أو على نفس المستوى الديني كانت توجُّهاتنا في الحياة متقاربة وأفكارنا نابعة من مشكاة واحدة بعكس ما إذا كان لكل واحد توجه مختلف تمامًا عن الآخر أو كان أحدنا متدينًا في لباسه وكلامه وأفعاله وتوجُّهاته اليومية وعلاقاته الاجتماعية والآخر لا، فإن هذا من شأنه أن يوقعنا في مشاكل يومية وصراعات وربما نفور وتضايق لحضور هذه المسألة بشكل قوي وواضح في حياة أحدنا وغيابها عن حياة الآخر، وبالطبع كلما كان للذكر النصيب الأوفر من هذه المقومات جميعًا كان ذلك أفضل في استقرار الأسرة وشعوره بالقوامة الكاملة، وشعور الأنثى بالأمان والطمأنينة.
الفكرة من كتاب الشباب شعلة تُحرق أو تُضيء
ينشأ الخوف من مرحلة المراهقة التي يمر بها الأطفال في طريقهم نحو النضوج إلى جهلنا وجهلهم بطبيعة هذه المرحلة وخطأ التعامل معها وخوفنا من انحرافهم عن الطريق المستقيم، في حين أن هذه المرحلة ليست عنوانًا للانحراف وليست هي نهاية الطريق، وإنما من شأنها أن تكون عنوانًا للنجاح والتفوق أيضًا.
مؤلف كتاب الشباب شعلة تُحرق أو تُضيء
نعيم قاسم: مواليد كفرفيلا عام 1953، رجل دين شيعي “من الشيعة الاثناعشرية” ونائب أمين عام حزب الله بلبنان الذي أسهم في تأسيسه، درس الكيمياء وحصل على الليسانس والكفاءة فيها باللغة الفرنسية من الجامعة اللبنانية، كما تزامنت دراسته الدينية مع دراسته للكيمياء.
وله عدة مؤلفات منها:
قصتي مع الحجاب.
المهدي المخلص.
سلسلة شرح رسالة الحقوق للإمام زين العابدين.