أمُّ الكتاب
أمُّ الكتاب
ما إن يوجِّه العبد وجهه تلقاء ربه وينتصب واقفًا بين يديه مفتتحًا بتكبيرة الإحرام يُقبل الله سبحانه عليه وقد ألهمه وشرع له ما يبدأ به صلاته، لِيَلج العبد من بوابة الصلاة الثالثة ألا وهي فاتحة الكتاب. والصلاة صلة بين العبد والملك سبحانه، فلا بدَّ من خطاب ومقدمات حمد وثناء تستفتح بها دخولك على الملك كما يُقدم الرعايا كلمات المديح والثناء بين يدي ملوكهم إذا دخلوا عليهم لحاجةٍ لهم، ولله المثل الأعلى.
ففي الفاتحة ثناءٌ على الله سبحانه بما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه من المحامد كلها، وفيها إقرار بربوبيته وألوهيته، واعتراف من العبد بالعبودية، وطلب للعون والاستعانة على الطاعة، وطلب للهداية التي تعصم العبد من التيه والضياع والتخبُّط والعمل على غير هدى، كما تعصمه من الجهل والضلال، إذ يطلب العبد ويرد عليه الرب سبحانه كما يليق به!
وللفاتحة أسماء عدة، فهي أمُّ الكتاب وهي السبع المثاني وهي الكافية، وغيرها من الأسماء، وتُقرأ الفاتحة في الصلاة وتقرأ في مواضع أخرى كالرقية مثلًا، وتعدَّدت جهود العلماء وكثرت مؤلفاتهم عن الفاتحة وأسرارها، وقد قال ابن القيم: “كثيرًا ما كنت أسمع ابن تيمية يقول: إياك نعبد: فيها علاج للرياء، وإياك نستعين: فيها علاج للكبرياء”.
الفكرة من كتاب قناديل الصلاة
“إنما فرض الله الصلاة عمرًا، لا حركة ولا سكنة إلا صلاة!”.. بلغة أدبية رفيعة، وتعبيرات جمالية مدهشة يتجول بنا الكاتب في روضة الصلاة من الوضوء ابتداءً وحتى السلام منها انتهاءً، بصحبة الأولين والآخرين والملائكة أيضًا، مُذكرًا ومضيئًا لقنديل فريضة انطفأ وبهت وَهَجُ نورها في قلوب الكثيرين.
مؤلف كتاب قناديل الصلاة
فريد الأنصاري: عالم دين وأديب مغربي، حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية تخصُّص أصول الفقه، وعمل رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب في جامعة مولاي إسماعيل بمكناس في المغرب، وأستاذًا لأصول الفقه ومقاصد الشريعة بالجامعة نفسها، وشغل أيضًا منصب عضو المجلس العلمي الأعلى بالمغرب.
من مؤلفاته: “سيماء المرأة في الإسلام بين النفس والصورة”، و”ميثاق العهد في مسالك التعرف إلى الله”، و”التوحيد والوساطة في التربية الدعوية”، كما أن له أعمالًا أدبية منها: “آخر الفرسان” و”كشف المحجوب” وديوان “القصائد”.