أمَّة شاهدة
أمَّة شاهدة
إن إدراك المُشكلة والشعور بها وتحليلها جزء أساسي في الحل، والناظر في أحوال الأمَّة الإسلاميَّة يُدرك جيِّدًا حال الهوان والتبعية التي أصابتها، ومع انتشار الحضارة الماديَّة والفردانية يبدأ الإنسان بالتخلِّي على بعض القيم ليسير مع التيار الغالب، أما المُسلم فهو يُواجه حُربًا أُخرى؛ ليس على إنسانيته فحسب، بل على عقيدته وهويَّته.
فيصبح حيران لا جذر له، يذوب أمام الغالب، فينتحل زيَّه، وشعاره، ويتكلم بلسانه وكأنه منهم، وكل هذا التحوُّل هو عكس ما يدعو له الإسلام ويؤسسه في عقيدة قلب المُسلم، لا بد لهذه الأمَّة إدراك قيمتها وحقيقتها، يقول تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾، فهذه الأمَّة دورها أن تُقيم ميزان الله في الأرض، لهذا كان لا بد من ضبط تصوُّرات الإنسان عن وجوده، وعن علاقته بخالقه، وبالتالي يُضبَط معيار الخير من الشر، ويُدرك المُسلم أن إسلامه ليس مجرد اتباع فحسب، بل هو مقام إمامة وقيادة.
وصلاح الإنسان يبدأ حين يُخالط الإيمان شغاف قلبه، فيُدرك قيمة هذا الدين، ويُقبل بكل قوَّته مُضحِّيًا باذلًا نفسه وماله لله رب العالمين، وهذه هي حقيقة البطولة، فالتاريخ الإسلامي غنيٌّ بالأبطال الذين يمكننا التعلُّم منهم تلك الروح البنَّاءة.
ولهذا لا ينصلح حال هذه الأمة إلا كما انصلح حال أوَّلها، بأن تجعل القرآن الكريم حبل خلاصها، وأن تعود إلى مدرسة مُحمد (صلى الله عليه وسلم) تستقي منها أخلاق الجيل الأوَّل، وكل ذلك يكون باليقين التام بحقيقة “لا إله إلا الله وأن مُحمدًا رسول الله”، وأن نُدرك حقيقة الأوثان التي عُبِدَت من دون الله، وأن نفقه خواص خير الخلق.. الأنبياء والرُسل.
الفكرة من كتاب صناعة الرجولة في مدرسة محمد (صلى الله عليه وسلم)
كان من مكائد اليهود في العهد النبوي وجهلهم يقولون: “مُحمَّد خلَّف بناتٍ” محاولين إحباط مصانع الرجولة الإسلامية، إلا أن محاولتهم محاولة بائسة، وذلك لأن النبي (صلى الله عليه وسلَّم) خلف من بعده رجالًا لا يخشون الموت، رجالًا أمامهم إحدى الحُسنيين، رجال يقولون بأعلى أصواتهم: “قوموا، فموتوا على ما مات عليه نبيُّكم” وهم في أشد أزماتهم.
وفي كتابنا يعرض الكاتب نماذج عديدة من السيرة النبوية ومن القرآن الكريم في محاولة لتكوين كيف تكون صناعة الرجولة، وما مفهوم الرجولة في الإسلام؟ وهل يقتصر على الذكور وحدهم دون النساء؟ كل تلك الأسئلة نجد إجاباتها في رحلتنا مع هذا الكتاب.
مؤلف كتاب صناعة الرجولة في مدرسة محمد (صلى الله عليه وسلم)
محمد عبد المعطي محمد: طبيب استشاري، وباحث شرعي، له اهتمام كبير بمجال التربية، وله عدد من المؤلفات، منها:
“بالحب نُربي أبناءنا”.
“علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”.