أمي لا تكثري سبي وضربي
أمي لا تكثري سبي وضربي
تتداول الأمهات الكثير من العبارات المؤذية التي يقلنها لأطفالهن مرارًا وتكرارًا، ومن أشهر هذه العبارات “لماذا لا تكون مثل فلان؟” في حين يشير الاختصاصيون إلى أن المقارنة لا تؤدي إلا إلى زيادة استياء الطفل من أخته أو من أخيه، فبدلًا من المقارنة، حددي بالضبط ما تريدينه من ولدك، وتلجأ الكثير من الأمهات أيضًا إلى انتقاد ملبس الطفل وتمشيطته، وهذا ينشئ عادة التصارع على النفوذ، لذا يجب على الوالدين أن يتساءلا: لماذا نريد أن نكون أصحاب القرار في هذا الشأن؟ وخلاصة القول، عندما يخرج ولدك مع أصدقائه دعيه يلبس ما يشاء، ولكن إذا كان ذاهبًا معكما إلى الخارج لا تدعيه يلبس ما يريد، إذ يجب على الأطفال أن يتعلموا أن لكل مناسبة ملبسها، وللوالدين الحق في وضع خط فاصل بين رغبات الطفل وواجباته.
وتكثر الأمهات من تهديد أطفالهن، ناسيات أن التهديدات الفارغة تنتقص من سلطتهن، وتشجع الطفل على متابعة سلوكه السيئ، والتصرف الأفضل هو اختيار عقاب محدد يتم تنفيذه، فمثلًا قولي: “إن فعلت ذلك ثانية فلن تلعب بعد العشاء”، فيعرف الطفل أنك تعنين ما تقولينه،ولا تكثري من لومه وسبه، فالتأنيب يؤثر في الأطفال تأثيرًا عميقًا، وهو مثله مثل أي شكل من أشكال العقاب، وسيلة سلبية تؤذي الطفل وتشوه شخصيته، فكل ما يفعله التأنيب هو إثقال الطفل بالمسؤولية، واتهامه بالتقصير، وجعله يعاني من الشعور بالذنب، فالطفل في هذه السن لا يدرك الفرق بين سوء عمله وبين سوء ذاته، ويرى أي لوم وتأنيب دليلًا قاطعًا على أنه طفل سيئ، لذلك من الضروري أن يتذكر الأهل حق الأطفال الطبيعي في ارتكاب الأخطاء العفوية، وأن يبينوا للطفل أن سوء عمله لا يعني أنه طفل سيئ، وهذا التوضيح مهم، وإلا فقد يستمر الطفل بالمزج بين سوء عمله وسوء ذاته إلى الأبد.
ومن المهم أن يدرك الأم أو الأب أن غضبهما لن يمنع ارتكاب أبنائهما للأخطاء، بل سيرعبهم أكثر، ومن المؤسف أنه قد يؤثر في تطورهم الطبيعي السليم، لذا فمن الأفضل عدم التركيز على الخطأ بنية توعية الأبناء إليه، والتركيز على الحل الذي يساعد الأبناء على إصلاح هذه الأخطاء، أو تخفيف نتائجها.
الفكرة من كتاب مزيدًا من الحب يا أمي
الأم بالنسبة إلى طفلها الحب الأول والأخير، وعالمه الذي يستمد سعادته وحياته منه، لذلك أيتها الأم يجب أن تكوني سببًا لسعادته لا سبب عقدته، وأن تُعالجي الأمور بابتسامة هادئة ورؤية تربوية عاقلة وأن تُلبي له احتياجاته.
فيأخذ هذا الكتاب الأم في جولة عبر الأمومة، ويساعدها على فهم دورها، وكيفية التصرف في أبرز المواقف التي تتعرض لها، وما يجب فعله وما لا يجب، للوصول إلى بر الأمان دون أي عقد نفسية.
وبعد، لتعلمي أيتها الأم أن الأمومة ليست سلطة مطلقة إنما هي متعة كبيرة، ومهمة عظيمة لا ينجح فيها إلا من يحبها، ويبذل الجهد في سبيل حسن تأديتها.
مؤلف كتاب مزيدًا من الحب يا أمي
أسماء محفوظ: ناشطة سياسية مصرية لمع نجمها إبَّان ثورة الخامس والعشرين من يناير، وهي عضو مؤسس في حركة 6 أبريل الشبابية، وإحدى الداعيات لمظاهرات 25 يناير، لها مؤلفات عدة، منها:
المرأة النصف الأفضل.
أمي.. أريد أن أتعلم ولكن.
المرأة التي لا ينساها الرجل.