أمور يغفل عنها الآباء
أمور يغفل عنها الآباء
وأطراف الاتصال خمسة: هي المرسِل، والرسالة، والمستقبل، والوسيلة، والاستجابة، وعند كل طرف عناصرُ للنجاح، فما يجعل المرسل ناجحًا أن يكون: مستعدًّا نفسيًّا للحوار، ومستعدًّا لتقديم التنازلات، متفتِّحًا في الحوار، يركِّز على أصل الموضوع فلا يتشعَّب ولا يطيل بلا فائدة، وأن يؤكد نقاط الاتفاق وأن يجعل ختامه إيجابيًّا، وعناصر النجاح لدى المستقبل هي نفسها لدى المرسل، أما الرسالة نفسها: فيجب أن تكون واضحة ومناسبة لعمر المستقبل، أن تكون صحيحة ودقيقة، مدعومة بوسائل إيضاح ومصحوبة بتعابير مناسبة من المرسل، وتحفِّز على سرعة التنفيذ، أما الوسيلة فغالبًا ما يكون تأثيرها في إحدى الحواس الخمس، ويختارها المرسل لتناسب حالة المستقبل وعمره واحتياجاته، أما الاستجابة فتكون بالرفض أو القبول، وقد يعبر عن ذلك لفظيًّا أو بمجرد إيماءة أو عبوس وجه.
ومما يجب على الآباء التنبُّه له هو أن يكونوا واقعيين وأن يدركوا أن أبناءهم يخطئون بلا شك فهم ليسوا ملائكة، وأن يعرفوا قدرة أبنائهم فلا يحملونهم أكثر من طاقتهم، وعليهم الإصغاء إلى احتياجات الطفل ورغباته، وتقويمها وضبطها بتلبية ما يمكن وصرفه عما يضر، وأفضل ما تصرفه به عن متعة ضارة أو محرَّمة هو أن تزاحمها بمتعة مباحة نافعة، ومن المهم للغاية مناقشة الأفكار الغريبة التي تطرأ على عقول الأبناء بدلًا من نهرهم أو تجاهلها، بل نقنعه ونطرح عليه أسئلة عقلانية توجهه إلى الفكرة الصحيحة، فنحن نحطم الفكرة السيئة لا رأس صاحبها، ولنا في حديث إبراهيم (عليه السلام) مع أبيه نموذج للتعامل مع الأفكار الخاطئة.
الفكرة من كتاب مهارات التواصل مع الأولاد..كيف تكسب ولدك؟
في الوقت الحالي لم نعد نحن وحدنا من نربي أولادنا، وقد اتسعت الفجوة بين الآباء والأبناء بشكل ينذر بالخطر، وليس من سبيل لسدِّها إلا من خلال التواصل بين الأبوين وأبنائهما، وتلك المهارة إذ نجتهد لاكتسابها فإنما هي قُربة تقرِّبنا إلى الله بما تعيننا به من صلاح أبنائنا وصلاح تربيتهم، والتواصل مع الأبناء هو وصل معنوي وحسي يشمل معاني العطف والبر والرحمة والرفق، ويشمل اللمسات الحانية، كما يشمل حتى وصلهم بالمال، ومن أضداد الوصل الهجر، لذا كانت الأبوة دورًا لا يمكن بحال أن يُؤدَّى غيابيًّا أو أن ينوب فيه أحد، بل يكون الأب حاضرًا بشخصه بين أبنائه وبناته أطول وقت ممكن.
مؤلف كتاب مهارات التواصل مع الأولاد..كيف تكسب ولدك؟
خالد بن سعود الحليبي: شاعر وأديب وأستاذ جامعي سابقًا، إضافةً إلى عمله في الاستشارات الأسرية، ولد في الأحساء بالسعودية عام 1964م، وحصل على بكالوريوس في اللغة العربيَّة من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في الأدب الحديث، ثم حصل على دبلوم عالٍ في الإرشاد النفسي والأسري من كليَّة المعلمين، عمل بالتدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، شغل منصب المدير التنفيذي لبيت الخبرة للتنمية الأسرية، وهو مشرف عام موقع المستشار بالدمام، وعضو مركز التنمية الأسرية بالأحساء.
له عدد من المؤلفات منها:
قلبي بين يديك (ديوان شعر).
أبو فراس الحمداني في رومياته.
العنف الأسري: (أسبابه ومظاهره وآثاره وعلاجه).
جلسات تسع ذي الحجة.